الفيوم – حسين فتحي:

من نفس التصنيف: مسؤولون إسرائيليون يكشفون عن مقتل معظم علماء الذرة الإيرانيين في الهجوم الأخير
يوسف، الشاب الذي لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره، كان ينتظر بفارغ الصبر حصوله على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية، وكان يقضي وقته في العناية بالأرض التي يستأجرها والده، صباح أمس، توجه إلى بيارة الصرف الصحي الموجودة على أطراف الحقل، محاولاً تطهيرها لضمان عدم تعطل مجرى مياه الري، لكنه لم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستكون الأخيرة في حياته، حيث سقط داخل البيارة وابتلعته مياهها الثقيلة والسامة.
اقرأ كمان: خناقة معلمي الجمبري في سوق العبور تثير الثأر بين تجار السمك.. تعرف على التفاصيل!
صرخة شقيقه الأصغر سالم كانت بداية سلسلة من المآسي، إذ استنجد بأبناء عمومته لإنقاذ يوسف، هرع محمود إبراهيم مقلاع، الفلاح الأربعيني، خالعًا ثيابه، ونزل إلى البيارة دون تردد لإنقاذ ابن عمه، لكنه اختنق ومات بجانبه، تاركًا خلفه أربع فتيات صغيرات يتيمات قلوبهن في لحظة.
ولم تنته المأساة عند هذا الحد، فقد وصل محمد رزق حامد، ابن العم الآخر، إلى موقع الحادث، محاولًا إنقاذ ما تبقى، لكن الموت كان أسرع، فسقط هو أيضًا في البيارة، ليلحق بمن سبقه، تاركًا زوجة مكلومة وثلاثة أطفال أكبرهم لم يتجاوز الخامسة من عمره.
اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، تلقى بلاغًا بالواقعة، فانتقل فريق البحث الجنائي بقيادة العقيد محمود هيبة، وتم استدعاء فرق الغواصين لانتشال جثث الضحايا من أعماق البيارة، وبعد ذلك تقرر نقلهم إلى مشرحة مستشفى أبشواي المركزي، تمهيدًا لدفنهم بعد الحصول على تصريح النيابة.