تحقيق رويترز يكشف تورط مسؤول حكومي في مجزرة الساحل السوري

تحقيق لوكالة “رويترز” يكشف عن تورط مسؤول حكومي في مجزرة الساحل السوري.

تحقيق رويترز يكشف تورط مسؤول حكومي في مجزرة الساحل السوري
تحقيق رويترز يكشف تورط مسؤول حكومي في مجزرة الساحل السوري

(وكالات).

أفادت وكالة أنباء “رويترز” بنتائج تحقيق شامل حول المذبحة التي حدثت في الساحل السوري بين 7 و9 مارس الماضي، حيث سقط نحو 1500 مدني من الطائفة العلوية ضحية لهذه المجزرة التي تُعتبر من الأكثر دموية منذ بداية المرحلة الانتقالية في البلاد.

وبحسب “رويترز”، فقد استند التحقيق إلى شهادات ميدانية موثقة ومقاطع مصورة تم التحقق منها رقمياً، مشيراً إلى أن المجزرة ارتكبتها قوات حكومية جديدة وجماعات مسلحة موالية للرئيس الانتقالي أحمد الشرع، كرد فعل انتقامي على تمرد محدود نفذه موالون سابقون للنظام السابق بقيادة بشار الأسد، مما أدى إلى مقتل حوالي 200 عنصر أمني في منطقة تُعتبر تاريخيًا مركز الثقل الاجتماعي والسياسي للسلطة السورية.

ومن أبرز النتائج التي توصل إليها التحقيق أن الفصائل التي نفذت المجزرة تتكون في غالبيتها من مكونات سابقة من المعارضة المسلحة، حيث كان بعض منها جزءًا من “هيئة تحرير الشام”، الذراع السابقة لتنظيم القاعدة في سوريا، مثل “كتيبة عثمان” و”جهاز الأمن العام”، الذي تحول لاحقًا إلى وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية.

كما شاركت في العمليات فصائل مدعومة من تركيا، مثل “فرقة الحمزة” و”فرقة السلطان سليمان شاه”، بالإضافة إلى جماعات ذات توجهات متشددة مثل “جيش الإسلام”، و”جيش الأحرار”، و”جيش العزة”، إلى جانب مقاتلين أجانب من الإيجور والشيشان والأوزبك، كما ذكرت “رويترز”.

وشارك أيضًا مدنيون من الطائفة السنية، مدفوعين برغبة في الانتقام من المجازر السابقة التي ارتكبتها قوات الأسد بحق مناطقهم.

كما أفادت “رويترز” بأن بعض من قادوا عمليات القتل أصبحوا لاحقًا جزءًا من هيكل الدولة الجديدة، مشيرةً إلى الناطق باسم وزارة الدفاع المؤقتة، حسن عبد الغني المعروف بلقب “أبو عهد الحموي”، الذي ذُكر اسمه في تسريبات منسوبة لغرف عمليات كانت تُدار عبر تطبيق “تليجرام”، حيث تضمنت توجيهات ميدانية وتحريضًا دينيًا باستخدام عبارات مثل: “جزاكم الله خيرًا”، ما اعتُبر دليلاً على تورط مباشر من شخصيات رسمية في الحكومة الانتقالية

وأوضحت “رويترز” أن التحقيق اعتمد على مقابلات مع أكثر من 200 من ذوي الضحايا و40 من المقاتلين والمسؤولين، بالإضافة إلى تحليل تسجيلات مصورة ووثائق رسمية.