قصة مصطفى الذي ضحى بحياته دفاعًا عن طفل في لحظة من الشجاعة والتضحية

في مساء يوم 25 مايو الماضي، نشبت مشادة كلامية بين طفل يُدعى “ياسين”، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات ويعمل في محل حلويات، ومراهق يكبره بعدة سنوات، وسرعان ما تطورت المشادة إلى تبادل كلمات غير لائقة، مما دفع الطفل إلى الانفجار باكيًا والهرع إلى ابن عمه “ياسر”، الذي كان يقف في الشارع مع صديقه مصطفى.

قصة مصطفى الذي ضحى بحياته دفاعًا عن طفل في لحظة من الشجاعة والتضحية
قصة مصطفى الذي ضحى بحياته دفاعًا عن طفل في لحظة من الشجاعة والتضحية

مصطفى، طالب في الفرقة الثالثة بمعهد نظم المعلومات، معروف بين أهله وجيرانه بحسن الخلق والاجتهاد، يعمل بجانب دراسته لتوفير نفقاته ومساعدة أسرته، كما أفاد هاني، أحد أصدقاء الشاب.

عندما علم مصطفى بما حدث، قرر التدخل بشكل سلمي لتهدئة الموقف، فتوجه مع ياسر إلى المراهق المعتدي لمعاتبته، مؤكدًا أن الطفل لا يستحق الإهانة، “يا حبيبي ده غلبان ومالوش في المشاكل”، ورغم محاولاتهما لإنهاء الخلاف دون تصعيد، قوبل حديثهما بالاستهزاء من الطرف الآخر، مما دفعهما للانسحاب دون رد، حفاظًا على الهدوء.

لكن بعد دقائق، ظهر شاب آخر يُدعى “محمد”، صديق المراهق المتشاجر، وكان يحمل أداة حادة، واندفع نحو “ياسر” بنية الاعتداء عليه، لكن مصطفى بادر بالتدخل سريعًا لصد الضربة، فكانت الطعنة في صدره مباشرة.

سقط مصطفى على الأرض غارقًا في دمائه، وتم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث خضع لعدة عمليات جراحية، واحتاج إلى أكثر من 40 كيس دم خلال الأيام التي تلت الحادث، ودخل في غيبوبة استمرت 9 أيام، ظل خلالها على أجهزة التنفس الصناعي داخل غرفة العناية المركزة حتى لفظ مصطفى أنفاسه الأخيرة.

بدأت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بضبط المتهم، فيما تواصل أجهزة الأمن جهودها للقبض عليه.