المنوفية- أحمد الباهي:

مقال له علاقة: اكتشف مواصفات امتحان الرياضيات البحتة للثانوية العامة 2025 وأهم التفاصيل التي تحتاجها
تداولت صورها على مواقع التواصل، ومقطع قصير يظهر وجهها المرهق وأنينها الصامت، يقترب منها أحدهم ويسأل: “اسمك إيه؟”، فتجيب بعيون دامعة وبصوت مخنوق: “كنوز”، هكذا بدأت القصة التي سكنت قلوب المصريين، حكاية طفلة واجهت الأقدار في حادث مروع، ووضعت بين أيدي غرباء داخل مستشفى الباجور التخصصي، لا تعرف أحدًا، ولا ترى الوجه الوحيد الذي اعتادت عليه: جدتها.
رحلة لم تكتمل
“كنوز أحمد رضا”، الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز الأعوام القليلة، خرجت برفقة جدتها، الحاجة عايدة الكفراوي، من قرية سبك الأحد التابعة لأشمون في طريقهما لزيارة عمة الطفلة بمدينة السادات، لم تكن تلك الرحلة الأولى، لكنها كانت الأخيرة، ركبتا سيارة ميكروباص من موقف أشمون، ولم تكن الجدة تحمل بطاقة هوية، بل فقط هاتف للتواصل مع ابنتها – والدة كنوز – لتطمئنها على الطريق.
شوف كمان: رئيس جهاز شؤون البيئة يشارك في المنتدى الأول للتنقل المناخي في برلين
لكن السائق، وفقًا لشهادات شهود العيان، كان يسابق الزمن، يتنقل بين الحارات بسرعة متهورة، وفوق الطريق الإقليمي بمحافظة الجيزة، اصطدمت السيارة بقوة وانقلبت، ليتحول المشهد إلى مأساة حقيقية: 10 وفيات و10 مصابين، من بينهم الطفلة “كنوز” التي أصيبت بجرح في الرأس، وجدتها بين القتلى، وكلاهما قُيد في السجلات بمستشفى الباجور كمجهولين: “سيدة مجهولة وطفلة مجهولة”.
أم تبحث عن اسم طفلتها بين السجلات
في تلك اللحظة، كانت الأم تعيش ساعات من القلق والترقب، حاولت الاتصال بوالدتها مرارًا دون جدوى، فتوجهت مسرعة إلى موقف أشمون في محاولة لمعرفة مصيرهما، وهناك، جاءها الخبر الصادم: السائق توفي، والسيارة انقلبت، والضحايا نُقلوا إلى مستشفى وردان بالجيزة.
تنقلت الأم من مستشفى إلى أخرى، من وردان إلى أشمون، بحثًا عن أي أثر، قبل أن يُبلغها أحد الممرضين أن أغلب الحالات نُقلت إلى مستشفى الباجور التخصصي، وصلت الأم مسرعة، وبين دهشة الوجوه وازدحام المصابين، وقعت عيناها على ابنتها، صرخت من أعماقها: “أيوا دي بنتي كنوز!”
احتضنتها والدموع تسابق الكلمات، بينما الطفلة ما تزال تحت تأثير الصدمة، لا تدرك أنها نجت من الموت ووجدت طريقها أخيرًا إلى حضن أمها.
حادث مأساوي يهز القلوب
وقع الحادث صباح السبت على الطريق الإقليمي بنطاق محافظة الجيزة، حين انقلبت سيارة أجرة ميكروباص كانت في طريقها من أشمون إلى السادات، ما أسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة 10 آخرين، نُقل اثنان من المتوفين و11 مصابًا إلى مستشفى الباجور، فيما استقبلت مستشفى وردان 7 من الضحايا المتوفين.
اقرأ أيضًا….