احتجاجات في طرابلس تطالب بإسقاط الدبيبة وما الذي حدث؟

شهدت العاصمة الليبية طرابلس ومدن مجاورة موجة من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، بعد الإعلان عن وفاة الناشط السياسي عبد المنعم المريمي في ظروف غامضة، عقب أيام من احتجازه من قبل السلطات الأمنية التابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة.

احتجاجات في طرابلس تطالب بإسقاط الدبيبة وما الذي حدث؟
احتجاجات في طرابلس تطالب بإسقاط الدبيبة وما الذي حدث؟

تجمع عشرات المتظاهرين في مناطق متفرقة من طرابلس، مثل سوق الجمعة وميدان الجزائر، مرددين شعارات تُطالب بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، كما حملوا الحكومة مسؤولية التدهور الأمني والحقوقي في البلاد.

عمد محتجون في الزاوية إلى قطع الطريق الساحلي، بينما شهدت غوط الشعال اضطرابات مماثلة، وسط حضور أمني كثيف.

1_1_11zon

واندلعت الاحتجاجات بعد ساعات من إعلان وفاة المريمي، الذي يعتبر من أبرز الوجوه المناهضة لحكومة الدبيبة، متأثرًا بإصابة في الرأس عقب فترة احتجاز قسري قيل إنها تمت على يد جهاز الأمن الداخلي في مدينة صرمان، غربي طرابلس.

واتهم “حراك إسقاط الحكومة المؤقتة” السلطات الأمنية بالضلوع في مقتل المريمي، واعتبر ما حدث “جريمة اغتيال سياسي”، مطالبًا بفتح تحقيق محايد وشفاف تحت إشراف جهات دولية ومحلية مستقلة.

نفى ممثلون عن الحراك الرواية الرسمية التي تحدثت عن انتحار المريمي داخل مقر النيابة العامة، مشككين في مصداقية تسجيلات كاميرات المراقبة التي لم تُنشر للرأي العام حتى الآن.

2_2_11zon

دعم هذه الرواية محامي الضحية، محمد الفروجي، الذي صرح بأنه اطلع بنفسه – برفقة أسرة المريمي – على مقاطع الفيديو، مرجحًا أن موكله تعرض لضغط نفسي شديد أثناء فترة احتجازه، ما دفعه إلى الانتحار، حسب تعبيره.

3_3_11zon

الأمم المتحدة تدعو لتحقيق دولي.

وفي أول رد فعل دولي، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “صدمتها العميقة” من وفاة المريمي، وطالبت بفتح تحقيق مستقل وشفاف لكشف ملابسات احتجازه ووفاته.

لفتت البعثة في بيان رسمي إلى أن المريمي اختُطف يوم 30 يونيو بمدينة صرمان، قبل أن يُحوّل إلى النيابة العامة في 3 يوليو، حيث أعلن عن وفاته في 5 يوليو، دون توضيحات كافية حول ظروف ما جرى.

شددت البعثة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات، ونددت بما وصفته بـ”الاعتقالات التعسفية المتزايدة والمضايقات التي تطال النشطاء والمعارضين”، داعية السلطات الليبية إلى احترام حقوق الإنسان، وضمان حرية التعبير والتظاهر السلمي.

عبد المنعم المريمي كان واحدًا من أبرز النشطاء في الحراك الشعبي المناهض لحكومة عبدالحميد الدبيبة، ودعا مرارًا عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى التغيير السلمي ومحاسبة الفاسدين.