إسرائيل تعزز عملياتها العسكرية في غزة استعدادًا لهدنة محتملة

في ظل التحركات السياسية التي تقوم بها تل أبيب، مثل إرسال وفد تفاوضي إلى قطر لإجراء محادثات غير مباشرة مع حماس، وزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته العسكرية في غزة، حيث يسابق جيش الاحتلال الزمن لاستكمال عمليته العسكرية التي أطلقها في قطاع غزة منتصف مايو الماضي تحت اسم “عربات جدعون”، وذلك من خلال تكثيف القصف والتدمير وإخلاء الفلسطينيين من شمال القطاع وتوسيع المنطقة العازلة، وذلك قبل التوصل لهدنة تنهي الحرب.

إسرائيل تعزز عملياتها العسكرية في غزة استعدادًا لهدنة محتملة
إسرائيل تعزز عملياتها العسكرية في غزة استعدادًا لهدنة محتملة

صورة 1

وفي هذا السياق، أفاد مصدر مقرب من الفصائل الفلسطينية لوكالة “الأناضول”، وفضل عدم الكشف عن هويته، بأن “إسرائيل تحاول استغلال الأيام القليلة المتبقية قبل أي تهدئة مرتقبة، لتوسيع رقعة التدمير وإبادة المدن، خاصة في شمال وشرق محافظة الشمال، وشرق مدينة غزة وشرق خان يونس جنوبي القطاع”، حيث تسعى إسرائيل لتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في تلك المناطق، لاستنفاد أي فرصة لعودة الفلسطينيين إليها كما فعلت في مخيم جباليا الذي دمرته بشكل شبه كامل خلال النصف الثاني من عام 2024، بحسب المصدر.

وقد أدت عملية “عربات جدعون” العسكرية إلى تحوّل كبير في التوزيع الديموغرافي بقطاع غزة، إذ تركزت الكثافة السكانية في ثلاث مناطق ساحلية ضيقة مفصولة بشكل كبير عن بعضها، وهي: غرب مدينة غزة، وغرب المحافظة الوسطى، وغرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

صورة 2

وأسفرت الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن استشهاد 80 شخصًا وإصابة 304 آخرين، لترتفع حصيلة ضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى استشهاد 57.418 شخصًا وإصابة 136.261 آخرين، وفقًا لصحة غزة.

هدنة غزة

غادر فريق التفاوض الإسرائيلي، اليوم الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث هدنة تنهي الحرب في غزة وتعيد الأسرى الإسرائيليين، وجاء ذلك عقب تأكيد حركة حماس استعدادها للدخول “فورًا” في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار برعاية أمريكية وبوساطة مصرية قطرية.

ويتضمن مقترح الاتفاق الذي صاغته القاهرة والدوحة وواشنطن، وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء وجثث 18 آخرين على خمس مراحل، فضلًا عن بدء محادثات لإنهاء الحرب بشكل دائم، وفقًا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.

ولا يزال 50 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين لدى حركة حماس منذ أكتوبر 2023 في قطاع غزة، ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.

صورة 3

وكانت إسرائيل قد رفضت التغييرات التي طالبت بها حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة، ووصفتها بأنها “غير مقبولة”، ولم يتضح بعد ما هي التغييرات التي طلبتها الحركة على المقترح الأصلي الذي وافقت عليه حكومة الاحتلال، بحسب الصحيفة البريطانية.

وتصرّ حركة حماس على تقديم الولايات المتحدة والوسطاء “ضمانات حقيقية” لسريان وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بشكل دائم، بينما ترفض إسرائيل أي صيغة تُقيدها ميدانيًا، وتتمسك بربط أي اتفاق بإمكانية استئناف الحرب في حال لم تُنفذ مطالبها بنزع سلاح حماس ونفي قادتها.