أب ينهي حياة طفله بدم بارد بعد 3 أيام من التعذيب في الفيوم

في مشهدٍ مأساوي يهز الضمير الإنساني، شهدت قرية منشأة عبدالله التابعة لمركز الفيوم جريمة صادمة راح ضحيتها طفلٌ لم يتجاوز العاشرة من عمره، على يد من يُفترض أنه مصدر الأمان والحماية والده، حيث اعترف رجل خمسيني بقتل نجله “عبدالله” البالغ من العمر 10 سنوات، بالاشتراك مع زوجته الثانية، بعد تقييده بالحبال وحرمانه من الطعام والشراب بدعوى “تأديبه”.

أب ينهي حياة طفله بدم بارد بعد 3 أيام من التعذيب في الفيوم
أب ينهي حياة طفله بدم بارد بعد 3 أيام من التعذيب في الفيوم

ويستعرض موقع “نبأ العرب” خلال السطور التالية تفاصيل الواقعة المأساوية، وكذلك اعترافات الأب التي كشفتها التحريات، كالتالي:

الحادثة التي كشفت عنها التحريات الأمنية أظهرت جانبًا مظلمًا من العنف الأسري، حيث تحوّل التأديب إلى تعذيب، والقسوة إلى وسيلة تربية، انتهت بجريمة قتل مروّعة داخل جدران المنزل.

– تفاصيل الواقعة

تفاصيل الواقعة أثارت جدلًا واسعًا، ودفعت الجهات الأمنية للتحرك سريعًا لكشف ملابسات الجريمة ومحاسبة الجناة، وسط تساؤلات مؤلمة حول غياب الرحمة وحقوق الطفولة في بعض البيوت.

– القبض على الجناة

وتمكنت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن الفيوم من القبض على عامل وزوجته الثانية لاتهامهما بقتل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات داخل منزل الأسرة، بعد تقييده وتعذيبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

– الإبلاغ عن الواقعة

تلقى اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطارًا من العميد محمود أبو بكر، مأمور مركز شرطة الفيوم، بالعثور على جثة الطفل “عبدالله ق. ع” داخل حجرة بمنزل أسرته، وقد بدت عليها آثار تعذيب واضحة.

– قيدوا الطفل وحرموه من الطعام والشراب

جرى تشكيل فريق بحث بقيادة العقيد معتز اللواج، مفتش مباحث مركز الفيوم ومدينة الفيوم الجديدة، وتحت إشراف العميد حسن عبد الغفار، رئيس مباحث المديرية، حيث كشفت التحريات أن الأب وزوجته الثانية قاما بتقييد الطفل وحرمانه من الطعام والشراب، مما أدى إلى وفاته داخل المنزل.

– “كان بينام في الشوارع بعد وفاة أمه”.. اعترافات صادمة للأب

كشفت تحريات مفتش مباحث مركز الفيوم عن مفاجآت صادمة، حيث تبين أن الأب “قرني ع. أ” وزوجته الثانية هما من قاما بتعذيب الطفل أشد أنواع العذاب، حيث كانا يقودان الطفل ويضعونه داخل غرفة مغلقة والاعتداء عليه بالضرب.

وفي اعترافاته، قال الأب: “عبدالله كان بيهرب من البيت كتير، وبيبات في الشوارع زي المشردين من وقت وفاة والدته من 4 سنين… كان متعلق بيها جدًا، ومقدرش يتأقلم بعدها”

وأضاف: “مراتي الثانية كانت بتعامله كويس، بس هو كان بيرفض البيت، ورغم مرضي بجلطة في رجلي، حاولت كتير أسيطر عليه”

وأوضح الأب أنه يوم الحادث قرر “تأديبه”، فقام بتوثيقه بالحبال وضربه بمساعدة زوجته، وتركه داخل الغرفة دون طعام أو ماء، لكنه فوجئ في صباح اليوم التالي بأنه فارق الحياة، فاستدعى خاله وطبيب الوحدة الصحية الذي أبلغ بوجود شبهة جنائية نتيجة التعذيب.

وانهار الأب وزوجته بالبكاء لحظة القبض عليهما، مؤكدَين أنهما لم يقصدا قتله.

وبعد التحقيق، أمرت نيابة مركز الفيوم بحبس الأب وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيق، مع التصريح بدفن جثة الطفل الضحية.

– العنف الأسري

وتُعد مأساة مقتل الطفل على يد والده في الفيوم ليست مجرد حادثة فردية، بل جرس إنذار مدوٍ يكشف عن خطورة العنف الأسري وإهمال حقوق الأطفال داخل بعض البيوت، ففي الوقت الذي كان يجب أن ينعم فيه هذا الطفل بالأمان والرعاية، وجد نفسه ضحية لقسوة وتجرد من الإنسانية من أقرب الناس إليه.