بعد أقل من أربع سنوات على استلام علاء زغلول شقته في مشروع الإسكان الاجتماعي بحدائق أكتوبر، تفاجأ بظهور شروخ في جميع أنحاء العقار، لم يكن أمامه هو وزوجته وطفله بديل آخر.

ممكن يعجبك: ترامب في قمة مجموعة السبع بكندا.. هل ستتحقق اتفاقيات تجارية جديدة؟
يعد “علاء” واحدًا من 72 أسرة في عقارات “151 -152 -153” ضمن مشروع “269 عمارة”، وقد صدموا بشروخ كبيرة في عقاراتهم نتيجة ميلها على بعضها خلال الأسبوع الماضي.
بدأت المشكلة تتفاقم قبل نحو أربعة أشهر، عندما قام عمال جمعية الواحات البحرية، المسؤولة عن ثلاث عقارات من أصل سبعة في المشروع، بتركيب ألواح خشبية لإخفاء الشروخ التي ظهرت بطول العقارات، وقد لوحظ أن هذا الأمر يتكرر في عدد من العقارات المجاورة.
خلال تلك الأشهر، ظهرت مشاكل في الصرف الصحي والتسريبات أسفل العمارات، مما أدى إلى هبوط في الأرض، وكان العمال يأتون لتصليحها بشكل متكرر، لكنهم قاموا بإصلاحات مؤقتة فقط، وفقًا لشهادات السكان.
كما يروي “علاء”، أحد سكان عقار 151، أن مسؤولي الشركة ألقوا اللوم على الحديقة الأمامية للعقارات، مدعين أنها تؤثر على العمارات بسبب الري، رغم أن تلك الحديقة لم تعد موجودة، ومع ذلك لم يحل ذلك مشكلتهم، مما يتناقض مع تبريرات الشركة.
وبشكل تدريجي، ظهرت الشروخ والشقوق في جدران وأسقف الشقق، بما في ذلك شقة “علاء”، الذي تعاقد عليها عام 2018 مقابل 460 ألف جنيه يسددها على 20 عامًا، وقد أنفق عليها نحو 80 ألف جنيه، لذا يصفها بأنها شقة العمر، حيث لم يتخيل أن تمتد المشاكل إلى الأساسات.
ثم يتساءل: “كيف نستلم عقارات جديدة، ويحدث فيها كل ذلك في هذه المدة القصيرة؟”
مواضيع مشابهة: توقعات الطقس للساعات القادمة تشير إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة
يعتبر عقار “علاء” المكون من 6 طوابق ويضم 24 شقة، الأكثر ضررًا لأنه لا يسند على شيء، بعكس العقارين الآخرين.
حرر السكان محضرًا بالواقعة، وحضر أحد المهندسين الاستشاريين من جهاز حدائق أكتوبر للمعاينة الأولية، حيث أكد لهم أن الأعمدة المكشوفة لا تحتوي على أسمنت، وأنها بها فوارغ كبيرة، والأسياخ صدئة.
عندما علمت غادة السيد، الساكنة بإحدى العقارات، بالأمر، شعرت بصدمة كبيرة، فهي واحدة من السكان الذين استلموا شققهم لكنهم لا يسكنونها حتى الآن، حيث تقول: “لم نصدق الأمر حين وصلت إلينا الصور، لقد جهزنا الشقة للانتقال إليها، وتفاجأنا بما حدث، ولا نعلم متى وكيف ستنتهي هذه المشكلة، أموالنا أهدرت”
لم تكن هذه المشكلة الأولى التي واجهت محمد بدران، الساكن في عقار 153 والعامل في إحدى شركات الاتصالات، فقد بدأت مشكلته مبكرًا، حيث ظهرت شقوق بشقته بعد أربعة أشهر فقط من استلامها، وترك محافظته الشرقية للسكن بها مع أسرته المكونة من أربعة أفراد.
حينها، طلبت الشركة منه إخلاء الشقة للترميم والإقامة في الشقة المقابلة له بعد الحصول على إذن صاحبها، وقد أقام هناك لمدة 10 أيام حتى انتهوا من الترميم.
بلغ عدد العمارات المنفذة بمشروع الإسكان الاجتماعي بحدائق أكتوبر 4070 عقارًا في الفترة من 2014 حتى 2023، بإجمالي 97668 وحدة سكنية، وخلال الشهر الماضي، وافق مجلس النواب على زيادة مخصصات دعم برنامج الإسكان الاجتماعي لتصل إلى 13.62 مليار جنيه، مقارنة بـ 11.92 مليار جنيه في موازنة العام المالي 2024/2025، بزيادة قدرها 1.7 مليار جنيه، تمثل نموًا نسبته 14.3%.
لم يتسن لنا الحصول على رد من شركة الواحات البحرية أو جهاز حدائق أكتوبر للتعليق على الأمر، لكن الجهاز عقد اجتماعًا مع السكان، بحضور مندوب عن شركة الواحات البحرية، لبحث شكواهم وسبل إصلاحها.
اقترح المندوب، حسب ما نقله السكان، “إصلاح 6 شقق متضررة وتوفير مساكن أخرى بديلة لأصحابها”، لكن السكان تمسكوا بفكرة “هدم العقارات وبنائها بشكل سليم من جديد”، الأمر الذي كان موضع جدل حتى انتهى على أن لجنة فنية مشكلة من الجهاز، وأخرى من طرف السكان، ستقوم بمعاينة العقارات خلال هذا الأسبوع للبت في هذه المسألة.
يصر “علاء” و”محمد” وغيرهم من السكان على فكرة الهدم والانتقال إلى شقق أخرى مؤقتة في نفس المربع السكني، حيث يقول “علاء”: “هنا يمكننا إيجاد محل أو شراء شيء، بعكس باقي المشروع، لا يزال صحراء، ولا يمكن الإصلاح والترميم مع وجود مشكلة في الأساسات، إن تم معالجة الأمر بهذه الطريقة، سيمر وقت وتسقط في أي لحظة”