اكتشف سر الأهرام الذي يحوّل الوادي الجديد إلى وجهة سياحية علاجية رائعة مع صور مذهلة

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

اكتشف سر الأهرام الذي يحوّل الوادي الجديد إلى وجهة سياحية علاجية رائعة مع صور مذهلة
اكتشف سر الأهرام الذي يحوّل الوادي الجديد إلى وجهة سياحية علاجية رائعة مع صور مذهلة

على أطراف صحراء الوادي الجديد، وتحديدًا في مدينة الخارجة، بدأ مشروع طموح كان يبدو للوهلة الأولى كحلم بعيد المنال، لكن الإصرار والرؤية الواضحة جعلاه اليوم نواة لثورة جديدة في السياحة العلاجية بمصر.

في قلب هذا الحلم يبرز منتجع “بيراميدز سيكريت – سر الأهرام”، الذي تم تطويره من فندق حكومي بمدينة الخارجة تابع للهيئة الإقليمية للسياحة بالوادي الجديد، ليصبح واحدًا من أوائل النماذج المتكاملة التي تجمع بين الطب التقليدي والتكميلي، ضمن بيئة استشفائية طبيعية فريدة.

“نبأ العرب” يأخذكم في جولة داخل المنتجع، لنتعرف على تفاصيل تأسيسه وبرامجه من مصادره، بدءًا من الفكرة وحتى انطلاق أولى تجاربه العلاجية.

فكرة انطلقت من رؤية بيئية وطبية

بحسب ما كشفه الدكتور خالد العناني، رئيس منتجع “سر الأهرام” التابع لديوان عام محافظة الوادي الجديد، فإن المشروع بدأ كفكرة قبل عامين ونصف، وجرى تطوير محاورها بعناية حتى تحولت إلى واقع ملموس.

وقال العناني: “فكرنا في تقديم شيء فريد على مستوى السياحة العلاجية، لكن بمعايير طبية صارمة، الفكرة كانت تقوم على الدمج بين الطب التقليدي والطب التكميلي، وهذا ما تحقق بالفعل من خلال فريق طبي محترف يجمع بين خريجي كليات الطب في مصر وأصحاب دراسات متقدمة في الطب الصيني”

اختيار الوادي الجديد لم يكن مصادفة

مع بزوغ الفكرة، بدأ الفريق البحث عن الموقع الأنسب، وعن ذلك قال الدكتور العناني: “استقر اختيارنا على الخارجة، المدينة البيئية الأولى في الوطن العربي كما اكتشفنا عام 2022، نسب التلوث هنا منخفضة جدًا، ونسبة الجفاف مناسبة، وهذا ما يجعل البيئة مثالية لهذا النوع من السياحة، وبالفعل، جرى تطوير فندق تابع للمحافظة ليواكب متطلبات البرامج الصحية التي صُممت خصيصًا لهذا المنتجع”

برامج علاجية بمعايير دقيقة

انطلقت تجربة المنتجع ببرنامج قصير مدته 3 ليالٍ و4 أيام، يتزامن مع رحلات الطيران الأسبوعية، كبرنامج “ريفريش” يهدف لتغيير الأجواء وتقييم الحالة الصحية الأولية للزائر، وفقًا لما ذكره الدكتور العناني قائلا: “الفريق الطبي يجري مراجعة شاملة للمريض، وإذا تبين وجود مشكلات صحية، نبدأ بوضع خطوط علاجية تتكامل مع برامجنا”

ثم تطورت البرامج لتشمل حالات محددة مثل:

علاج المفاصل، التخلص من الدهون في الكبد (ديتوكس)، مشكلات القولون، السمنة.

برامج للبشرة باستخدام مكونات طبيعية بالكامل

ووفقًا لما أكده العناني، فإن جميع هذه البرامج خضعت للمعايرة الطبية وحققت نتائج تجريبية “هايلة” حسب وصفه.

خمس محاور… لبناء خطة علاجية متكاملة

يعتمد المنتجع في عمله على خمس محاور رئيسية:

التغذية العلاجية: أُدرج فيها زيت الزيتون المحلي والسمن البلدي مع استبعاد الزيوت المهدرجة تمامًا، وتم اعتماد مكونات غذائية طبيعية من البيئة المحلية بعد التأكد من توافقها مع أهداف العلاج

النشاط الحركي: يشرف عليه متخصصون في العلاج الطبيعي ومدربو تربية رياضية، بهدف إعادة تأهيل الجسم وتنشيط وظائفه الحيوية

العلاج بالمسارات الطبيعية (الميديا)

يمر الزائر بممشى صُمم بعناية ليمشي فيه حافيًا على طبقات متعددة: الرمال، الملح الصخري، ليف النخل، ثم الطمي، وينتهي بالدفن في الرمال أو الملح، لامتصاص السموم وتفعيل وظائف الجسم

الجلوس تحت الهرم: أُنشئت ثلاث أهرامات خشبية تحاكي نسب واتجاهات هرم خوفو، إذ تشير التجارب إلى أن طاقتها تؤثر إيجابيًا على الخلايا الحية، وقد أظهرت تجربة زراعة تحت هرم مشابه نتائج مثيرة في معدل الإنبات وسرعة النمو

الجانب الترفيهي والتراثي: جرى تحويل جزء من المنتجع إلى بيت واحاتي تقليدي يسع حتى 100 فرد لإقامة حفلات تراثية تعزز من تجربة الضيوف

التكنولوجيا تدخل الطب الطبيعي

أكد الدكتور العناني لـ”نبأ العرب”، أن المنتجع لا يعتمد فقط على العلاجات التقليدية، بل أدخل تقنيات حديثة مثل “النانوتكنولوجي” لتكثيف فعالية الزيوت العطرية والأعشاب الطبية، مما عزز النتائج الإيجابية للبرامج العلاجية.

وتابع رئيس منتجع “سر الأهرام” حديثه قائلا: “عملنا زيوت في مستوى النانو وقدرنا نوصل بيها للجسم بشكل فعال جدًا، وده فارق معانا جدًا في برامج الديتوكس والمفاصل والبشرة”

الهواء النقي… سر لا يُقدّر بثمن

وأوضح أن المحافظة تضم كذلك مواقع للدفن في الرمال، وبرامج تأمل، إضافة إلى شركة متخصصة في برامج علاجية متنوعة.

ربط التعليم بسوق العمل السياحي

في مبادرة لربط التعليم المهني باحتياجات السوق، أعلن جمال عبد الله، مدير التعليم المزدوج بالوادي الجديد، عن افتتاح فصل تعليمي فندقي داخل منتجع “سر الأهرام”، بهدف تخريج كوادر فنية متخصصة في السياحة العلاجية.

وقال جمال عبد الله في تصريح خاص لـ”نبأ العرب”: “الهدف هو تخريج دفعات مدربة تمتلك المهارات المطلوبة للعمل داخل المنشآت السياحية، وخاصة في المجال العلاجي اللي محتاج خبرات خاصة وتدريب عملي حقيقي”

نحو مستقبل جديد للسياحة العلاجية في مصر

مع التجارب الأولى التي استقبلها المنتجع، بدت مؤشرات النجاح واضحة، وأكد القائمون أن الزوار عبروا عن انبهارهم بالتجربة، خاصة لكونها تمزج بين العلاجات الطبية والروحانية والترفيه البيئي.

ويختتم الدكتور خالد العناني حديثه قائلًا: “إحنا مؤمنين إن المشروع ده هيكون قاطرة جديدة للسياحة العلاجية في مصر، والمستقبل هنا في الوادي الجديد، إحنا اشتغلنا على حلم، والحمد لله بدأ يتحقق، ولسه عندنا محاور كتير هتتبني على اللي ابتدينا بيه”