جنوب سيناء – رضا السيد:

مقال مقترح: البنوك تستأنف خدماتها للجمهور اليوم بعد عطلة عيد الأضحى
تتألق سانت كاترين بين الجبال الشاهقة في قلب صحراء جنوب سيناء، كما لو كانت تنبثق من أسطورة قديمة، المدينة التي احتضنت الروحانيات وصدى التاريخ، تتحول الآن إلى وجهة سياحية عالمية بعد أن ظلت لعقود في طي النسيان، مشروع “التجلي الأعظم” الذي أطلقته الدولة تحت إشراف القيادة السياسية، لا يعيد فقط تشكيل ملامح المدينة، بل يفتح أمامها آفاق جديدة نحو المستقبل.
مقال مقترح: إعلام عبري يكشف عن قرار بن غفير بتمكين المستوطنين من الغناء والرقص بحرية في المسجد الأقصى
يؤكد الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، أن سانت كاترين تشهد طفرة عمرانية وسياحية غير مسبوقة تشمل تطوير الطرق والمرافق، وإنشاء فنادق بيئية راقية، ومناطق خدمية وترفيهية تتناسب مع مكانة المدينة الدينية والسياحية، كما أن المشروع يضمن حماية المدينة من مخاطر السيول، ويعمل على تحديث مطارها لاستقبال الرحلات الدولية، مما يجعل الوصول إليها أكثر أمانًا وسهولة، ويحولها من مجرد محطة لرحلات اليوم الواحد إلى منتجع بيئي متكامل يستقطب عشاق التأمل والمغامرة والسياحة الدينية.
وفي خطوة طال انتظارها، تم فتح أبواب الوديان والتجمعات البدوية المغلقة منذ أكثر من عقد أمام سياحة السفاري والرحلات البيئية، مما يمنح الزوار فرصة نادرة لاكتشاف الجمال الخفي للمدينة، تلك الواحات الخضراء المختبئة بين الصخور، والطرق القديمة التي تسير فيها التاريخ جنبًا إلى جنب مع الطبيعة.
يقول رمضان الجبالي، أحد أبناء المدينة، إن سانت كاترين تعيش ثورة حضارية حقيقية، تنتقل بها من التهميش الكامل إلى العالمية، ويضيف: “عودة الحياة للوديان أعادت لنا نحن أيضًا الحياة، السياحة هي مصدر رزقنا، وفتح الوديان يعني عودة الدخل وعودة الروح”
وفي مشهد يحمل بعدًا رمزيًا، يشكر الجبالي الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذا المشروع العملاق، وعلى قرار فتح الوديان الذي طال انتظاره، مؤكدًا أن سكان المدينة يشعرون بأنهم أخيرًا جزء من الحاضر والمستقبل.
أما علي عبد البصير، نائب رئيس المدينة، فأكد أن أكثر من 700 سائح يزورون المدينة يوميًا ضمن رحلات قصيرة لزيارة دير سانت كاترين وجبل موسى، لكن مشروع التجلي الأعظم وما يتبعه من تطوير في الإقامة والخدمات، سيحول هؤلاء الزوار إلى مقيمين لأيام وليس لساعات، مما ينعش التجارة ويفتح أبواب الأمل أمام آلاف الأسر التي تعتمد كليًا على السياحة.