ياسين يتألق كأول خريج من الدبلومات الفنية.. طالب مجتهد ونجم في مهنة النجارة – شاهد الفيديو والصور!
البحيرة – أحمد نصرة:

ممكن يعجبك: التعليم تكشف عن تفاصيل تطبيق نظام البكالوريا في العام الدراسي المقبل
بدأ الحلم في ورشة نجارة والده، حيث كان ياسين يتعامل مع الخشب الصلب بأنامله، ويخطط لمستقبله، كل مسمار يدقه وكل قطعة خشب يُسوّيها كانت بمثابة درجة في سلّم يصعده بهدوء وثبات، هناك، بين رائحة الخشب والنشارة، وُلد الإصرار وتعلّم أن الطريق لا يُفرش بالورود بل يُعبَّد بالصبر والعرق، حتى جاء صباح يوم لم يكن كباقي الأيام، حين أيقظه اتصال من صديقه يخبره أن اسمه أُدرج بين أوائل الجمهورية، فتأكد أن اليد التي تعلّمت تطويع الأخشاب الصلبة تستطيع أيضًا أن تصنع المجد.
في البداية، لم يكن دخول ياسين إلى التعليم الفني خيارًا شخصيًا بل كان بناءً على رؤية والده، الذي قرر إلحاقه بمدرسة شركة المياه رغم تفوقه في الشهادة الإعدادية.
يقول ياسين: “في الأول والدي كان السبب في دخولي التعليم الفني، وكنت متضايق لأني كنت شايف زملائي رايحين ثانوي عام، لكن مع الوقت وبالذات من السنة التانية، بدأت أفهم قيمة اللي بتعلمه واتحمست جدًا”
حياة ياسين لم تكن كحياة أي طالب عادي، فعند نهاية اليوم الدراسي وفي الإجازات يخلع زي المدرسة ويرتدي ملابس العمل، ويقف بجوار والده في ورشة النجارة، يتعلم تفاصيل المهنة ويكتسب مهارات يدوية حقيقية.
ورغم أنه كان يتوقع أن يكون من المتفوقين، إلا أن عدم تلقيه أي اتصال رسمي جعله يظن أنه لم يحقق المركز المنتظر، “قلت خلاص، شكلي ما طلعتش من الأوائل، لكن صاحبي كلمني وقالّي مبروك، وصحاني من النوم على الخبر اللي عمري ما هنساه”، يتذكر ياسين بابتسامة.
يطمح ياسين إلى استكمال دراسته بكلية الهندسة، ويرى أن التعليم الفني لم يكن مجرد محطة مؤقتة بل بوابة فتحت أمامه مجالات أوسع، ويؤكد: “أنا اكتسبت من التعليم الفني مهارات عملية وزادت ثقتي في نفسي، حاجات مش موجودة للي في الثانوي العام”
أما والده، فيحكي بثقة عن اختياره لمسار ابنه: “اخترت مدرسة شركة المياه بعد ما سألت كتير من الناس، ولما اتأكدت إنها مدرسة قوية وبتخرج ناس ليها مكان في السوق، أقنعت ياسين بيها، وهو طول عمره بيتحمل المسؤولية، كنت شايف فيه مشروع إنسان ناجح من وهو صغير، دائمًا من نفسه كان ينزل يساعدني في الورشة”
اقرأ كمان: ترامب يخطط لشن هجوم على ثلاثة مواقع نووية إيرانية
ويوجه الأب رسالة لكل ولي أمر: “التعليم الفني اتغير، لازم نغير نظرتنا ليه، لأن المدارس المتخصصة دي بقيت بتدي مهارات وشغل حقيقي، ويمكن أفضل من ثانوي عام اللي كله نظري”
هكذا اختتم حديثه والد ياسين.. الطالب الأول، والعامل الصغير، وصاحب الحلم الكبير.