الطروحات الحكومية في مصر.. هل هي فرصة مثالية أم تحدٍ جديد للسوق؟

أبدى عدد من خبراء أسواق المال الذين تحدثوا لـ “نبأ العرب” تفاؤلهم بشأن التوقيت الحالي، حيث يتعافى السوق المحلي من آثار التوترات الجيوسياسية، مما يجعله وقتًا مناسبًا لاستيعاب الطروحات الحكومية، لكن نجاح هذه الطروحات يعتمد على عوامل عدة، منها تحديد سعر عادل للطرح بالإضافة إلى التسويق الجيد له.

الطروحات الحكومية في مصر.. هل هي فرصة مثالية أم تحدٍ جديد للسوق؟
الطروحات الحكومية في مصر.. هل هي فرصة مثالية أم تحدٍ جديد للسوق؟

أظهر التقرير المالي لوزارة المالية لشهر مايو أن مصر تستهدف جمع ما بين 4 و5 مليارات دولار من بيع حصص مملوكة للدولة في 11 شركة خلال العام المالي الجاري.

كما أعلنت وزارة المالية عن قائمة الشركات الـ11 المستهدفة للطرح، والتي تشمل 5 شركات مملوكة للقوات المسلحة، مثل الوطنية لبيع وتوزيع المنتجات البترولية (وطنية)، بالإضافة إلى الشركة الوطنية لتعبئة المياه الطبيعية (صافي)، وشركة سيلو فودز للصناعات الغذائية، وشركة “تشيل آوت” لتشغيل محطات الوقود، والشركة الوطنية للطرق.

وتتضمن الخطة أيضًا طرح بنك القاهرة المملوك للحكومة عبر بنك مصر.

انتعاش السوق

أوضح سعيد الفقي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، أن السوق يشهد في الآونة الأخيرة تحسنًا في السيولة وزيادة في القوة الشرائية، حيث تتجاوز قيم التداول في بعض الجلسات 5 مليارات جنيه.

وأشار إلى أن هذا التحسن يعكس تعافي السوق جزئيًا من آثار التوترات الجيوسياسية، مما يعزز فرص نجاح الطروحات القادمة.

ثلاث محاور هامة

وأضاف أنه لضمان نجاح الطروحات القادمة، يجب مراعاة ثلاثة محاور رئيسية، أولًا توقيت الطرح الذي يجب أن يتزامن مع وجود زخم شرائي واضح وسوق في اتجاه صاعد.

أما المحور الثاني، فيتعلق بتحقيق فائدة فعلية للمستثمر، من خلال تسعير عادل يمكّنه من تحقيق ربح ملموس.

أما المحور الثالث، وفقًا لما ذكره الفقي، فهو الحاجة إلى تسويق محترف للطرح، سواء داخليًا أو خارجيًا، عبر شركات متخصصة قادرة على جذب شرائح جديدة من المستثمرين.

وأكد أن تحقيق هذه العوامل مجتمعة من شأنه دعم الطرح المرتقب، وتعزيز ثقة المستثمرين في السوق، مما يمهد لنجاح طروحات حكومية أخرى في المستقبل القريب.

وأفاد سعيد الفقي بأن السوق بحاجة فعلية لطروحات قوية، حيث يتم الحديث منذ فترة عن تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وتم الإعلان عن الشركات المتوقع طرحها، لكن لم يتم تنفيذ الطرح الفعلي لها، وحتى الطروحات التي تمت مؤخرًا لم تحقق المستهدف من حيث الربحية أو الجاذبية للمستثمر كما كان متوقعًا.

قدرة السهم على الربح

وأشار إلى أن نجاح أي طرح يعتمد على قدرة السهم على تجاوز سعر الطرح في السوق، موضحًا أن المستثمر عندما يشتري سهمًا في الطرح بسعر 10 جنيهات، يتوقع أن يرتفع السعر لاحقًا، لكن إذا ظل السهم عند نفس السعر، فإنه يخسر فقط مصاريف الطرح دون أي عائد، وهذا ما لا يشجع على الدخول في طروحات جديدة.

وأوضح سعيد الفقي أن السوق يتحرك حاليًا بالقرب من القمم التاريخية، حيث يتداول مؤشره الرئيسي EGX30 عند مستوى 33727 نقطة، ويواجه مقاومة فنية قوية عند مستوى 33850 نقطة، وإذا تم تجاوزها، قد يعاود السوق اختبار القمة التاريخية السابقة عند 34500 نقطة التي سجلها في مارس الماضي.

سيناريوهات مطروحة

قالت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال، إن نجاح برنامج الطروحات الحكومية يعتمد على طريقة الطرح، هل سيتم من خلال طرح عام وخاص معًا، وهل ستكون النسبة الأكبر من نصيب المؤسسات أو المستثمر الاستراتيجي، وهل ستتم عملية استحواذ من قِبل جهة خليجية، حيث جميع السيناريوهات واردة.

وأشارت إلى أن توقيت الطرح حاليًا قد يكون مناسبًا من حيث السيولة، لافتة إلى أن الإسراع في تنفيذ برنامج الطروحات يرتبط بشكل مباشر بالمراجعة المرتقبة من صندوق النقد الدولي.

وتابعت أنه في حال تم طرح شركة وطنية أولًا، فإن نجاحها سيمهد الطريق لطرح شركة صافي، خاصة أن وطنية تمتلك أصولًا ضخمة تشمل محطات بنزين وفروع متعددة، مما يجعلها أكثر جاذبية.