أكد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن مسؤوليتنا تجاه فرض الحجاب على المرأة تتطلب منا ذكر ما ورد في القرآن الكريم من آيات تتعلق بهذا الموضوع، وما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة، مشيرًا إلى أهمية أن نكون أمناء في ذلك، حيث قال: إن شئنا ذكرنا فقه الفقهاء في هذا الشأن، لكن في النهاية على المرأة أن تختار ما يناسبها.

مقال له علاقة: مسؤول إيراني يهدد: إسرائيل لن تعرف الأمان في أي مكان
وتساءل “الهلالي” خلال مشاركته في برنامج “أسئلة حرجة” الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، هل يمكن أن نكون أكثر حرصًا على مسألة الحجاب من الله عز وجل؟
وأضاف “الهلالي”: قال الله تعالى في مسألة الحجاب ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَٰلِكَ خَيْرٌ﴾، هل حدد الشارع مكان السوءة أو مكان اللباس، أم تركها لتقدير المتلقي؟ عندما يُكرمك الله ويخاطبك بكلام عام، فهو يتحدث إلى الناس بشكل شامل.
وتابع الدكتور سعد الهلالي: في آية أخرى ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وهذا أيضًا كلام عام، فعبارة “إلا ما ظهر منها” قد تعني العرف أو الحاجة أو الضرورة، وهذا التفسير يعود إلى كلام الله وليس إلى تفسير المفسرين.
وأكمل: أما الآية التي تقول ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾، فإن “الخمار” في اللغة العربية يعني الغطاء، واسأل أي متخصص في اللغة العربية لن يخبرك بأنه يقتصر على غطاء الرأس فقط، أما “الجيوب” فهي تشمل كل ما يثنّى مثل الصدر وتحت الإبط، ودور المفسرين هو عرض ما قاله الله في كتابه، وترك الاجتهاد لكل حالة على حدة، فالزي يختلف باختلاف الأزمنة وليس ثابتًا، وهذه مسائل عرفية وليست دينية.
واصل “الهلالي” حديثه قائلًا: من الضروري احترام الإنسانية، فلكل الشعوب حق الفهم، سواء المغاربة أو المصريين أو الأوروبيين.
ممكن يعجبك: المستشار الألماني يطالب بإبرام صفقة عاجلة مع ترامب حول الرسوم الجمركية
ظهر الدكتور سعد الدين الهلالي كضيف في الحلقة الثانية من برنامج “أسئلة حرجة” الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، وتناول خلال الحلقة عددًا من القضايا الفقهية الشائكة مثل التنمر الديني والفقهي، وحكم الحجاب، وحلق اللحية، ورأيه في تنبؤات ليلى عبد اللطيف، وغيرها من الموضوعات المثيرة للجدل.