عبدالمنعم إمام يناقش أهمية الديمقراطية الحقيقية في ظل وجود حزبي مستقبل وطن والجبهة الوطنية
أكد النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، أن الحياة الحزبية في مصر بحاجة إلى “سياسة”، وليس مجرد عدد كبير من الكيانات، وأضاف “إمام” في تصريحات لبرنامج الطريق إلى البرلمان، الذي يقدمه الكاتب الصحفي محمد سامي، أن الانتقادات تتزايد حول وجود 105 أحزاب في مصر، بينما لا يعرف الناس أسماء 10 أحزاب منها، مما يطرح تساؤلات حول فائدة هذه الأحزاب في الحياة السياسية، وعلق على حزب الجبهة الوطنية الذي ترشح فقط بـ10 مرشحين فرديين، متسائلًا عن جدوى وجوده.

اقرأ كمان: الهلال الأحمر المصري يساهم في إطلاق خطة شاملة لدعم اللاجئين وتعزيز قدرتهم على التكيف
وأشار رئيس حزب العدل إلى أن الحياة الحزبية في مصر تحتاج إلى سياسة حقيقية، إلى جانب مساحة حركة، وبيئة تمكّن الجميع من العمل بفعالية، موضحًا أن الأحزاب ذات الأغلبية مثل حزب مستقبل وطن تتمتع بمساحة حركة أكبر، حيث قال إن الأحزاب التي تمتلك الأغلبية منذ عام 1952 كانت لها امتيازات أكبر، وأكد أن مقارنة حزب الأغلبية ببقية الأحزاب تعتبر مقارنة غير عادلة، فالجهاز الإداري في البلاد متربٍ على فكرة التنظيم الواحد.
وأضاف: “الجميع يعرف ذلك، وكل فرد في مصر يدرك الحقيقة، والمهم ليس المقارنة بل السؤال عن آمالنا، فنحن نعيش في ظرف إقليمي صعب، وموقع استراتيجي حساس، ويتطلب التعامل مع مصر بناء ثقة وطريق واضح”.
وتابع “إمام” قائلًا: “نحن بحاجة إلى طريق ديمقراطي حقيقي، وهذا الطريق لا يمكن أن يكون ممهدًا فقط، بل يجب أن يكون خاليًا من المطبات”.
وتساءل: “هل تحتاج مصر فعلاً إلى 105 حزب؟ الحقيقة هي أن مصر تحتاج إلى حزب الجبهة، فالهند لديها 1000 حزب، لكن هذا ليس المعيار الصحيح، فالمشكلة ليست في العدد بل في البيئة السياسية”.
من نفس التصنيف: كيف تتجنب الإجهاد الحراري وضربة الشمس خلال موجات الحر مع نصائح أستاذ الباطنة
وأضاف: “يجب أن تكون الدولة ومؤسساتها على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وفتح المجال السياسي بجد، حينها سيفرز الناس الصواب من الخطأ، ولن تكون هناك مشكلة في عدد الأحزاب”.
وأشار إلى أن الناس ستنتقل من فكرة انتخاب الفرد إلى فكرة انتخاب المشروع السياسي، حيث سيختارون حزب العدل بناءً على أفكاره ومواقفه في قضايا مثل الإيجار القديم والإصلاح الاقتصادي، ولكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة، وعلينا أن نبدأ مشوارًا حقيقيًا يقودنا إليها.
كما أضاف: “يجب أن ترتبط السياسة بانتماء الناس، وتكون الممارسة السياسية هي المدخل لتعزيز هذا الانتماء، والتحدي الحقيقي اليوم هو العمل على تعزيز انتماء الناس لبلدهم، وأساس الانتماء هو الشعور بالمشاركة في صناعة القرار”.
وأكمل: “جزء من دور السياسيين اليوم هو تعميق هذا الانتماء لدى الأجيال الجديدة من خلال منافسة سياسية حقيقية، في إطار قانوني ودستوري واضح يحافظ على الأمن القومي بعقلانية، ويقوم في نفس الوقت على المحاسبة والرقابة”.
واختتم قائلًا: “نحن بحاجة إلى مجال عام يتسع للناس، لكي تكون السياسة حقيقية، وتحتوي على مشروع ومحاسبة، وليس مجرد واجهة شكلية”.
انطلق مؤخرًا برنامج “الطريق إلى البرلمان” من إنتاج مؤسسة “أونا للصحافة والإعلام”، ويقدمه الكاتب الصحفي محمد سامي، حيث يعرض البرنامج على منصات موقع “نبأ العرب” وعلى جميع مواقع التواصل الاجتماعي، ويعنى بتغطية البرلمان بغرفتيه (مجلس الشيوخ ومجلس النواب)، ويكشف من خلاله كواليس الدوائر الانتخابية.
ويستضيف البرنامج شخصيات برلمانية بارزة، بالإضافة إلى قراءة في النظام الانتخابي والدوائر المشتعلة.