أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف اليوم عن إطلاق حملة دولية شاملة تهدف إلى دعوة دعاة العالم للمشاركة الفاعلة في مواجهة سياسة الكيان الصهيوني التي تستهدف تجويع أهل غزة وإجبارهم على النزوح، تحت عنوان: (غزة تجوع .. متى يتحرك الضمير العالمي؟!)، وذلك في إطار المسئولية الدينية والإنسانية والأخلاقية لكشف جرائم الحصار والتجويع التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، مع تأكيد دور الأزهر التاريخي كصوت للحق وضمير حي للأمة والإنسانية

شوف كمان: المشاط تكشف عن برامج لمبادلة الديون مع ألمانيا وإيطاليا بقيمة تتجاوز 900 مليون دولار
وأوضح المجمع في بيان له أن الحملة التي تستمر على مدار أسبوعين تهدف إلى توجيه نداء عاجل إلى كل أحرار العالم لإنهاء مأساة تجويع المدنيين في قطاع غزة، مع التأكيد على أن حصار الغذاء والدواء يُعتبر جريمة لا تسقط بالتقادم، بالإضافة إلى نقل معاناة الأطفال والنساء والشيوخ من أرقام صامتة إلى قصص حية تخاطب الضمير الإنساني، كما تسعى الحملة إلى توثيق ونشر صور وحكايات المعاناة اليومية لتبقى شاهدة على جريمة يراها العالم بأسره، مع إبراز الموقف الثابت لمصر والأزهر الشريف في رفض الظلم ونصرة المظلومين دون تمييز.
تقوم الحملة التي تُطلق باللغتين: (العربية، والإنجليزية) على مجموعة من المحاور؛ أهمها فضح هذه التجويع كجريمة حرب تتعارض مع الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وأن تجويع الأبرياء لا يمكن أن يُعتبر ورقة تفاوض أو سلاحًا مشروعًا تحت أي مبرر، مع حث المجتمع الدولي وأصحاب الرأي والمنابر الإعلامية والدعوية على القيام بواجبهم في كشف هذه الجريمة ورفضها، إلى جانب توعية الجيل الصاعد بالقضية الفلسطينية العادلة وغرس الشعور الإنساني الأصيل تجاه حق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة
وأكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن هذه الحملة تُعتبر صرخة ضمير موجهة إلى الإنسانية جمعاء، لتذكيرها بأن الصمت أمام تجويع الأبرياء هو جريمة أخرى لا تُغتفر، وأن موت طفل واحد جوعًا في قطاع غزة يجب أن يهز قلوب البشر جميعًا، مشيرًا إلى أننا أمام امتحان حقيقي لإنسانيتنا، وأن الإسلام دين يرفض الظلم بكل صوره، ويأمر بنصرة المظلومين دون النظر إلى ألوانهم أو أعراقهم أو معتقداتهم.
من نفس التصنيف: اشتباكات عنيفة في السويداء تقترب من مئة قتيل وارتفاع التوترات في المنطقة
وشدد الدكتور الجندي على أن واجب كل إنسان حر أن يرفع صوته بما يستطيع، وأن يتذكر أن الكلمة الصادقة والضمير الحي أقوى من أي حصار، مع التأكيد على أن التاريخ لن ينسى من تخاذل لنصرة المظلومين، ولن يغفر لمن صمت وهو يرى الجوع يحاصر الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
ودعا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية المجتمع الدولي ومؤسساته وأصحاب الرأي والنفوذ والمنابر الإعلامية والدعوية إلى تحمل مسئولياتهم الأخلاقية والإنسانية في مواجهة هذه الجريمة، واتخاذ مواقف عملية لوقف حصار الجوع المفروض على الأبرياء في قطاع غزة، مؤكدًا أن نصرة الضعفاء فريضة لا تُؤجل، وأن الصوت الحر والموقف العادل قادران على إيقاظ الضمائر وتغيير مجرى الأحداث.
وأوضح أن هذه الحملة تمثل تأكيدًا على الموقف المصري الثابت من القضية، وعهدًا متجددًا من الأزهر الشريف بأن يظل صوتًا للحق لا يسكت، وضميرًا حيًا لا يهدأ، ليذكر العالم في كل زمان بأن الإنسان خُلق مكرمًا، وأن تجويع الأبرياء جريمة لا تُبرر ولا تُنسى، وأن كلمة الحق ستبقى حية ما بقي في الأرض قلب يؤمن بالعدل والرحمة.