جنوب سيناء – رضا السيد:

شوف كمان: ترامب يعلن انتهاء منشأة فوردو النووية الإيرانية بعد قصف الجيش الأمريكي
في قلب صحراء سيناء الشاسعة، وبالقرب من مدينة رأس سدر، تقع واحدة من أقدم الواحات التي شهدت معجزة إلهية، حيث تحولت إلى مزار ديني وتاريخي يقصده السائحون وطلاب الروح قبل الجسد، إنها منطقة عيون موسى، التي انبثقت فيها المياه من صخور الأرض استجابة لدعوة نبي، لتروي ظمأ بني إسرائيل خلال رحلتهم عبر التيه.
لكن اليوم، وبعد مرور آلاف السنين، توشك هذه العيون أن تصمت إلى الأبد، حيث يشير أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء، إلى أن 8 من أصل 12 عينًا كانت تتدفق بالماء العذب قد اختفت تمامًا تحت الرمال، بينما جفّت اثنتان أخريان، ولم يبقَ سوى عينين تحتضنان ما تبقى من أثر الماء، وهما لا تصلحان للشرب، ولا يكاد الزائر يسمع فيهما خريرًا.
ويضيف الشيخ أن هذه البقعة كانت منذ سنوات قليلة المحطة الأولى للرحلات السياحية القادمة من القاهرة إلى منتجعات خليج العقبة والسويس، حيث يتوقف السائحون في واحة تتوسطها نخيلٌ كثيف، ومياهٌ تنبع من التاريخ، وهدوء مفعم بالخرافة والأسطورة.
وفقًا للدراسات الأثرية، فإن هذه العيون نشأت عقب معجزة نبي الله موسى عليه السلام، عندما ضرب الحجر بعصاه فانفجرت منه 12 عينًا بعدد أسباط بني إسرائيل، وجاء توزيعها متباعدًا ليشرب كل سبط من عين منفصلة دون تزاحم.
مقال له علاقة: البرلمان يطالب الحكومة بتقديم بيان عاجل حول مستأجري الإيجار القديم قبل انتهاء المهلة
لكن العيون الآن، كما يروي الشيخ، تئن من الإهمال والجفاف، وتحتاج المنطقة إلى مسح جيولوجي عاجل يعيد اكتشاف العيون المدفونة تحت الرمال، بعد أن طمرتها سنوات من التراخي والهبوط الأرضي.
يأمل أبناء المنطقة أن تعود “عيون موسى” إلى الحياة، ليس فقط كرمز ديني وتاريخي، ولكن كنبضٍ سياحي وروحي يعيد إلى سيناء بريقها، ويبعث في أرضها القديمة دماء جديدة من الاهتمام والرعاية.