ضابط مخابرات ومشاركة مصر في أولمبياد هلسنكي قبل ثورة 23 يوليو بأربعة أيام

بينما كان مجموعة من الضباط في الجيش المصري، الذين عُرفوا لاحقًا بالضباط الأحرار، يستعدون لضربتهم التي أسقطت النظام الملكي وأعلنت الجمهورية المصرية، كان هناك 106 رياضيين (103 رجال و3 سيدات) يرفعون العلم المصري في دورة الألعاب الأولمبية في هلسنكي عام 1952.

ضابط مخابرات ومشاركة مصر في أولمبياد هلسنكي قبل ثورة 23 يوليو بأربعة أيام
ضابط مخابرات ومشاركة مصر في أولمبياد هلسنكي قبل ثورة 23 يوليو بأربعة أيام

انطلقت أولمبياد هلسنكي في 19 يوليو، أي قبل ثورة 23 يوليو بـ4 أيام فقط، ورغم أن البعثة المصرية لم تحقق سوى ميدالية واحدة وفوز تاريخي لفريق كرة القدم، إلا أن هذه النسخة كانت لها طابع خاص، إذ ذهبت البعثة تحت اسم “مملكة مصر” وعادت باسم “جمهورية مصر”.

وكان من بين أفراد البعثة المصرية في الأولمبياد ضابط بجهاز المخابرات العامة المصرية، وهو محمود علي بيومي صفوت، المعروف بـ”محمود صفوت”، وقد مثل مصر في أولمبياد هلسنكي كلاعب جمباز فني، وفقًا لموقع “profilbaru”.

وحققت مصر الميدالية البرونزية في أولمبياد هلسنكي 52، وبالتحديد في المصارعة اليونانية الرومانية عن طريق عبد العال راشد في وزن 57 – 62 كجم.

فوز تاريخي لمنتخب مصر في أولمبياد هلسنكي

بقيادة المدرب الوطني توفيق إبراهيم، حقق منتخب مصر فوزًا تاريخيًا على تشيلي في الدور التمهيدي، حيث انتهت المباراة بنتيجة 5-4، في لقاء شهد ندية كبيرة، إذ بعد أن تقدمت تشيلي بهدفين نظيفين، عادل الثنائي شريف الفار وأحمد مكاوي النتيجة لمصر.

ومع انطلاق الشوط الثاني، سجل السيد الضظوي هدفين، لتصبح النتيجة 4-2، ثم سجل منتخب تشيلي هدفًا، فأضاف الضظوي الخامس، قبل أن تقلص تشيلي الفارق.

لكن منتخب مصر لم يستمر طويلاً في الأولمبياد، إذ خسر أمام ألمانيا الغربية بنتيجة 3-1.

12 عامًا لانطلاق الأولمبياد

كانت هذه النسخة الخامسة عشر من الأولمبياد، وكان من المقرر إقامتها عام 1940 في العاصمة اليابانية طوكيو، لكن الحرب الصينية – اليابانية الثانية (1937 – 1945) دفعت اللجنة الأولمبية الدولية إلى نقل الأولمبياد من اليابان إلى هلسنكي.

ومرة أخرى، كانت الحرب العالمية سببًا في إلغاء الأولمبياد، واضطر الفنلنديون إلى الانتظار 12 عامًا لتنظيم الدورة عام 1952، وفازت فنلندا بحق التنظيم يوم 21 يونيو 1947.

مشاهد سياسية في أولمبياد 1952

كانت أولمبياد هلسنكي 52 مزيجًا من السياسة والرياضة، إذ شارك الاتحاد السوفيتي للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية بعد آخر مشاركة لروسيا عام 1912.

وفي القرية الأولمبية، ظل علمَا الألعاب الأولمبية والاتحاد السوفيتي يُظللَان صورة جوزيف ستالين، قائد الاتحاد السوفيتي، في مقر البعثة السوفيتية.

بينما كانت أوكرانيا وبيلاروسيا تُعامَلَان كدولتين مستقلتين في الأمم المتحدة، إلا أنهما كانتا تشاركان مع روسيا تحت لواء الاتحاد السوفيتي في الدورة الأولمبية.

قبل انطلاق الأولمبياد، أثيرت مشكلات سياسية، إذ رفضت البعثة الرياضية السوفيتية الإقامة مع رياضيين من الدول الرأسمالية في القرية الأولمبية في كابيلاي.

بعد إبداء التضامن من جانب دول الكتلة الشرقية المشاركة في دورة هلسنكي، اتُّفِق على توفير الإقامة للفرق والمسؤولين من الكتلة الشرقية في مساكن مخصصة للطلبة في أوتانييمي.

كانت أولمبياد هلسنكي أول دورة منذ الحرب العالمية الثانية يشارك فيها فريق رياضي ألماني، لكن ذلك لم يعني مشاركة فريق موحد للألمان؛ إذ فشلت الاتصالات بين شطري ألمانيا آنذاك في الاتفاق على معايير الاختيار، ما أدى إلى عدم مشاركة رياضيي الشطر الشرقي من ألمانيا في الدورة الأولمبية سنة 1952.

المثير للاهتمام أن المنطقة الألمانية المستقلة “سارلاند”، التي كانت لديها لجنة أولمبية قومية، سُمح لها بالمشاركة بشكل مستقل في هلسنكي، قبل أن تنضم إلى ألمانيا الغربية لاحقًا عام 1957.