تأرجح أداء سهم “بنيان” في ثاني يوم تداول.. تحليل شامل للارتفاعات والانخفاضات

رجح خبراء أسواق المال الذين تحدثوا لـ “نبأ العرب” أسباب تراجع سهم شركة “بنيان للتنمية والتجارة” خلال ثاني جلسات تداوله إلى عدة عوامل، منها غياب القوة الشرائية وصانع السوق “الميكر” أي الشركات الكبرى التي تدعم السهم، بجانب وجود موجة بيع أدت إلى انخفاض السهم بشكل حاد خلال تداولات اليوم لينخفض بنسبة 7%، بينما رأى آخرون أن التراجعات التي شهدها السهم تعد طبيعية نتيجة عمليات جني أرباح، وهي ظاهرة معتادة في الطروحات العامة الجديدة.

تأرجح أداء سهم “بنيان” في ثاني يوم تداول.. تحليل شامل للارتفاعات والانخفاضات
تأرجح أداء سهم “بنيان” في ثاني يوم تداول.. تحليل شامل للارتفاعات والانخفاضات

وأغلق سهم شركة “بنيان للتنمية والتجارة” بارتفاع طفيف في الختام بنسبة 0.60% ليصل سعر السهم إلى 5 جنيه مقارنة بسعر الفتح الذي كان 4.97%، ومع ذلك شهد السهم تراجعات حادة خلال تداولات جلسة اليوم تصل إلى 7% وفقًا لتصريحات الخبراء.

غياب الشفافية وتسعير غير جذاب يعدان من أبرز الأسباب.

قالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن سهم شركة “بنيان” شهد تراجعًا ملحوظًا خلال ثاني جلسات تداوله بالبورصة، حيث انخفض بنسبة وصلت إلى نحو 7% خلال تعاملات اليوم، مما أثار تساؤلات المتعاملين حول مستقبل السهم وجدوى الاستثمار فيه.

واستكملت أن جلسة اليوم شهدت موجة بيع أدت إلى انخفاض السهم بشكل حاد، وسط تداولات وصلت إلى مستويات دون 4.97 جنيه- سعر الفتح.

وأشارت إلى أن المستثمرين الأفراد الذين شاركوا في الاكتتاب اتجهوا للبيع سريعًا بعد أول يوم تداول، رغبة في تحقيق مكاسب سريعة، ولكن الأداء جاء دون التوقعات، مما أثار حالة من الإحباط لدى بعض المتعاملين.

وأضافت أن الشركة أعلنت عن تراجع أرباحها بنسبة 26% خلال الربع الأول، رغم ارتفاع الإيجارات، وهو ما انعكس سلبًا على أداء السهم وأدى إلى تراجع الثقة لدى المستثمرين، خاصة أن استمرار هذا الانخفاض قد يؤثر على الأرباح المستقبلية والتوزيعات المحتملة.

وأكدت أن توقيت الإفصاح عن تراجع الإيرادات أثار جدلًا في السوق، حيث لم يتم الإعلان عن هذه البيانات خلال مرحلة الاكتتاب، ما اعتبره البعض إخلالًا بمتطلبات الشفافية، وقد يعرض الشركة لغرامة من قبل الجهات الرقابية إذا ثبت عدم التزامها بالإفصاح في الوقت المناسب.

وذكرت أن أداء السهم أثار تساؤلات بعض المستثمرين حول فعالية صندوق الاستقرار، المخصص لدعم السهم خلال أول 30 يومًا من التداول.

التوقيت والتسعير غير المناسبين لعبا دورًا مهمًا.

برر سعيد الفقي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، انخفاض سهم “بنيان” خلال ثاني جلسات تداولها، بأنه جاء نتيجة غياب المستثمر المؤسسي الأجنبي والعربي، بالإضافة إلى ضعف التغطية الفعلية رغم الأرقام المعلنة، مما ساهم في هذا التراجع الملحوظ.

وأكد أن أداء السهم جاء “دون طموحات المتعاملين”، مضيفًا أن “بنيان ليست حالة استثنائية، فقد رأينا حالات مشابهة في طروحات سابقة مثل المصرف المتحد، الذي تم طرحه بسعر 14 جنيهًا وما زال حتى الآن يتداول أسفله”.

وأضاف: “أهم أسباب فشل أي طرح في السوق هي غياب التسعير العادل، وضعف الترويج، واختيار توقيت غير مناسب، وفي حالة “بنيان”، لم يكن هناك صانع سوق (ميكر) يدير السهم، مما جعل السهم بلا دعم حقيقي في أولى الجلسات”

وعن التسعير، أوضح أن طرح السهم بالقرب من 4.95 جنيه لم يكن جذابًا بالشكل الكافي للمستثمرين، مشيرًا إلى أنه لو كان السعر أقل، لكان المستثمر قد شعر بتحقيق مكسب أولي بنسبة 15-20%، مما كان سيدعم الثقة ويخلق زخمًا شرائيًا في بداية التداول.

جني الأرباح وراء التراجع وليس ضعف السهم.

ويرى حسام عيد، عضو مجلس إدارة شركة “كابيتال فاينانشال” القابضة، أن التراجعات المحققة في سهم “بنيان” خلال جلسة اليوم جاءت نتيجة موجة قوية من جني الأرباح بدأت منذ الجلسة الأولى، وهو أمر معتاد في الطروحات العامة الجديدة.

وفسر كلامه قائلًا: “عادة ما تشهد الأسهم المطروحة حديثًا ارتفاعات تتراوح بين 10 و20% في أولى الجلسات، مما يدفع الكثير من المستثمرين الأفراد إلى البيع سريعًا لتحقيق أرباح سريعة”

وأضاف أن سهم “بنيان” ارتفع بالفعل بنسبة 2% في أول جلسة، مما شجع بعض المستثمرين على بيعه مع بداية جلسة اليوم، خاصة مع وجود فرص أخرى داخل السوق لأسهم ما زالت مستهدفاتها السعرية أعلى ولم تتحقق بعد.

وأشار إلى أن التراجع لم يكن نتيجة عوامل سلبية تخص الشركة، بل نتيجة طبيعية لعمليات بيع معتادة في الطروحات الأولية، خصوصًا في ظل عدم تكون رؤية فنية واضحة لحركة السهم بعد، وهو أمر شائع في الأيام الأولى لأي سهم جديد.