مريض نفسي يتجول عاريًا في شوارع المنيا ويثير قلق الأهالي الذين يطالبون الحكومة بالتدخل ورعايته
المنيا – جمال محمد:

اقرأ كمان: “ڤاليو” تعلن عن بدء تداول أسهمها في البورصة بتاريخ 22 يونيو المقبل
على مدار ثماني سنوات، شوارع مدينة المنيا شهدت مشهدًا مؤلمًا، بطل القصة هو الشاب الثلاثيني “باسم”، المريض النفسي الذي يتجول عاريًا تمامًا، مما يسبب إحراجًا للمارة من نساء ورجال، ويثير الرعب بحركاته الغريبة، مما جعل البعض يصرخ في مشهد أصبح “غير مألوف” في مجتمعنا.
“باسم” هو الأشهر بين مرضى المنفصلين عن الواقع الذين يعيشون على أرصفة المنيا وحول مساجدها، ورغم أن البعض قد لا يدرك ما يدور حوله، إلا أن “باسم” حالة فريدة؛ فهو يعرف منزله وعائلته التي يقيم معها باستمرار، لكنه في كل صباح، يرتدي ملابسه، وبعد دقائق يتجرد منها تمامًا، متجولًا في أربعة شوارع رئيسية بقلب المدينة: “الحسيني، طه حسين، عدلي يكن، والكورنيش”، لا يستر جسده سوى حذائه وشرابه
مؤخراً، اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي في محافظة المنيا بحملات مكثفة حول قصة “باسم”، مع تزايد وتيرة ظهوره العاري لساعات طويلة، وهو يضحك ويتحدث بكلمات غير مفهومة مع الباعة والسيدات، ورغم المحاولات المتكررة من المواطنين لستر جسده بملابس يضعونها عليه، إلا أنه يتخلص منها سريعًا ويلقي بها في الشارع.
“على مدار 8 سنوات ونحن نشاهد باسم في الشوارع بدون ملابس، وخاصة في شارع الحسيني التجاري الذي يُعد أهم شوارع المنيا”، يقول محمد أ، صاحب محل ملابس بالشارع، متسائلًا باستنكار: “لماذا تتركه أسرته يخرج يوميًا بهذا الشكل بدون مرافق أو دون إيداعه في مصحة نفسية؟”
ويضيف أن “لا يمر يوم إلا ويقوم أحد أصحاب المحلات بمنحه قطعة ملابس لستر عورته، ولكنه يخلعها ويرفض ارتداء غيرها”.
من جانبه، يؤكد محسن.ع، صاحب مقهى بمدينة المنيا، أن “باسم” ينتمي لأسرة معروفة، وقد حاول الأهالي مرارًا إقناعهم بعدم تركه يخرج وحده حتى لا يتجرد من ملابسه، موضحًا أن الأسرة تبرر خروجه بأنه يتم “بدون علمهم”.
مقال له علاقة: تفاصيل الاعتداء على أم وابنتيها في مدخل عمارة المنصورة.. فيديو صادم يكشف المستور
ناشد محسن المسؤولين بمحافظة المنيا بسرعة التدخل والتحفظ على “باسم” في أحد دور الرعاية المتخصصة أو المستشفيات النفسية، مشيرًا إلى “تسببه في أزمات كبيرة عند مروره بجانب الفتيات والسيدات وهو عارٍ، فضلاً عن قيامه بأفعال مريبة بشكل يومي”.
العشرات من أبناء المنيا سارعوا بنشر منشورات مكثفة على صفحات وجروبات المحافظة، مطالبين المحافظة ووزارة الداخلية بإيجاد حل عاجل لمشكلة الشاب، في ظل “غياب دور أسرته في علاجه أو منعه من الخروج من المنزل”.
وفي سياق متصل، كشف مصدر بمديرية التضامن الاجتماعي بالمنيا، طلب عدم ذكر اسمه، أن الحالات المشابهة لحالة “باسم” لا تندرج ضمن مبادرة “أشخاص بلا مأوى” الخاصة بالمشردين، وبالتالي لا يمكن الاستفادة منها.
وأضاف المصدر، في تصريح خاص لـ”نبأ العرب”، أن إيداع “باسم” في دور الرعاية أمر صعب بسبب طبيعة مرضه النفسي.
وأوضح المصدر أن مثل هذه الحالات يجب أن تُودع في مستشفى نفسي متخصص، ولكن “ذلك يتطلب موافقة عائلته أولًا وتقديمهم التزامات كاملة بالموافقة على بقائه هناك”.
واختتم المصدر تصريحاته بالتأكيد على حق المواطنين في الاستياء والغضب من مثل هذه المشاهد الخادشة للحياء وما ينتج عنها من مشكلات، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “أسرة المريض تلعب الدور الأكبر في تقديمه للعلاج أو التحفظ عليه في مستشفى متخصص لتلك الحالات، حفاظًا عليه وعلى المجتمع”.