أسوان – إيهاب عمران:

اقرأ كمان: مصر تقدم لفلسطين دعماً غير مسبوق يتفوق على أي دولة أخرى وفقاً لشباب النواب
“لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”، مقولة خالدة تجسدها سيدة أسوانية حُرمت من التعليم لسنوات طويلة، لكن حلمها بقراءة القرآن الكريم من المصحف الشريف لم يتلاشَ أبدًا، حتى وهي في عامها السادس والسبعين، وبفضل إصرارها وعزيمة حفيدتها، اجتازت السيدة فاطمة علي محمد امتحان محو الأمية بنجاح مبهر، في إطار مبادرة وزارة التضامن الاجتماعي “لا أمية مع تكافل”.
تروي آلاء عصام، حفيدة السيدة فاطمة، قصة جدتها التي فقدت والدها في سنوات عمرها الأولى، مما حرمها من استكمال تعليمها، حيث تركت المدرسة وهي لم تتجاوز عامها الثاني في المرحلة الابتدائية، وتولت رعايتها أشقاؤها كونها الشقيقة الصغرى، لتتزوج مبكرًا وتنجب تسعة أبناء (خمسة أولاد وأربع بنات).
ورغم الظروف الصعبة، حرصت الجدة فاطمة على تعليم أبنائها، ذكورًا وإناثًا، حتى لا يواجهوا مصيرها، وكانت النتيجة تخرج ابنتين من كلية التربية، وحصول الثالثة على دبلوم المعلمين نظام الخمس سنوات، وجميعهم يعملون مدرسات، أما الأبناء الذكور، فالتحقوا بالتعليم المتوسط ما بين دبلوم تجارة ودبلوم صناعي، محققين بذلك حلم الأم في تعليم أبنائها.
تضيف آلاء أنها، بعد التحاقها بالعمل في فصول محو الأمية، تذكرت حلم جدتها بقراءة القرآن الكريم، “بدأت بتعليمها الحروف وكتابة بعض الكلمات البسيطة، ثم جعلتها تلتحق بالفصل مع الدارسين”، يومًا بعد يوم، بدأ حلم التحرر من الأمية يقترب شيئًا فشيئًا، حتى جاء موعد الامتحان الذي اجتازته الجدة فاطمة بنجاح باهر.
مقال له علاقة: تحطم طائرة صغيرة في مطار لندن ساوثيند.. شاهد الفيديو الكامل للحادث
وتعرب آلاء عن سعادتها الغامرة كونها استطاعت “رد الجميل لجدتها وتحريرها من الأمية، وتحقيق حلمها بقراءة القرآن الكريم”.