قصة موت غامض في المنيا.. كيف بدأت أحداث منزل النعوش السبعة من الأطفال وانتهت بالأب؟

المنيا – جمال محمد ومحمود عجمي:

قصة موت غامض في المنيا.. كيف بدأت أحداث منزل النعوش السبعة من الأطفال وانتهت بالأب؟
قصة موت غامض في المنيا.. كيف بدأت أحداث منزل النعوش السبعة من الأطفال وانتهت بالأب؟

تعيش قرية دلجا، التابعة لمركز ديرمواس في محافظة المنيا، حالة من الحزن العميق بعد وفاة “ناصر محمد علي”، والد الأطفال الستة الذين فقدوا حياتهم خلال الأسبوعين الماضيين بسبب مرض غامض حير الجميع، حيث تبذل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة جهودًا كبيرة للكشف عن هذا اللغز.

بدأت الأحداث المؤلمة في مساء يوم الجمعة قبل الماضية، عندما تناولت الأسرة وجبة العشاء المعدة في المنزل، وبعد فترة قصيرة، بدأت الأعراض تظهر على الأطفال من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة واضطراب في الوعي وهبوط حاد في صحتهم، مما استدعى نقل أصغرهم إلى المستشفى، ولكن بعد ساعات قليلة، تبعه اثنان آخران ليتم تشييعهم في صباح يوم السبت.

في نفس اليوم، ظهرت أعراض المرض على شقيقهم الرابع، أحمد، الذي توفي بعد ساعات قليلة، مما زاد من قلق الأسرة والمجتمع حول أسباب هذه الوفيات المفاجئة، حيث انتشرت شائعات تشير إلى الإصابة بالالتهاب السحائي.

لكن وزارة الصحة والسكان أصدرت بيانًا في اليوم التالي نفت فيه ارتباط حالات الوفاة بالالتهاب السحائي، مشيرة إلى عدم وجود الأعراض الكافية لذلك.

تم إدخال الطفلتين الأخيرتين، رحمة وفرحة، إلى مستشفى صدر المنيا تحت الملاحظة، ورغم استقرار حالتهما، إلا أن إحداهما بدأت تعاني من نفس الأعراض التي أودت بحياة أخواتها، مما استدعى عودتهما للمستشفى، وتوفيت “رحمة” بعد صراع طويل مع المرض، بينما تم تحويل فرحة إلى مستشفى الإيمان بأسيوط لإجراء فحوصات دقيقة، لكنها توفيت بعد أيام قليلة بسبب اضطراب في عضلة القلب، مما ترك صدمة وحزنًا عميقين في قلوب الأسرة وأهالي القرية.

من جهته، كشف الدكتور محمد إسماعيل عبد الحفيظ، أستاذ السموم بكلية الطب بجامعة المنيا، أنه كان على تواصل مع أطباء من جامعات أخرى لفهم حالة الأطفال، حيث تبين أن الأعراض مشابهة لحالة سابقة تعرض لها مريض في مستشفى الإسكندرية، والذي ذكر أنه تناول مادة سامة من مبيد حشري يحتوي على “كلورفينابير”، وهو ما يفسر الأعراض التي ظهرت على الأطفال.

كما أشار إلى أن حالات التسمم بهذه المادة نادرة، ولا يوجد ترياق لها، مما يفسر عدم اكتشاف مادة غريبة في دم الأطفال أو والدهم حتى الآن.

تعود أحداث القصة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا إخطارًا بوفاة ثلاثة أطفال، ودخول شقيقهم الرابع العناية المركزة بمستشفى ديرمواس، دون معرفة أسباب الوفاة، حيث توفي الأشقاء محمد، وعمر، وريم، بينما أصيب أحمد، الذي توفي بعدهم بساعات، وتم نقل الطفلتين فرحة ورحمة إلى مستشفى صدر المنيا تحت الملاحظة، حيث توفيت إحداهما لاحقًا.

تواصل النيابة العامة بديرمواس تحقيقاتها مع أفراد العائلة لكشف ملابسات هذه الواقعة المؤلمة.

اقرأ أيضاً….