المنيا – جمال محمد:

مواضيع مشابهة: أمانة الرياضة في الجبهة الوطنية تبحث أفكارًا جديدة لتطوير الرياضة المصرية ضمن استراتيجية شاملة
استفاق أهالي قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، صباح اليوم الجمعة، على وقع فاجعة جديدة، حيث توفي الأب “ناصر محمد” بعد أن فقد أبنائه الستة على مدار الأيام القليلة الماضية.
وفي هذا السياق، نفت وزارة الصحة جميع الأنباء والشائعات التي انتشرت حول وجود وباء أو مرض محدد في القرية.
ومؤخراً، بدأت تفاصيل القصة المأساوية تتكشف، حيث أشار الدكتور محمد إسماعيل عبدالحفيظ، أستاذ السموم بكلية الطب بجامعة المنيا، والمسؤول عن علاج الطفلتين قبل وفاتهما، إلى مفاجأة صادمة تتعلق بالمادة السامة التي كانت محط شك، وتأكد وجودها في جسم الأب “ناصر” بعد إجراء أشعة دقيقة.
مقال له علاقة: 133 ألف طن صادرات غذائية.. السعودية والسودان في مقدمة الأسواق المستقبلة لسلامة الغذاء
ووفقاً لتصريحات خاصة من أستاذ علم السموم لموقع “نبأ العرب”، أكد أنه بعد مراجعة العديد من المراجع العلمية وبمشاركة فريق طبي من جامعات مصرية مختلفة، تبين أن المادة السامة هي “الكلورفينابير” (chlorfenapyr)، وهي مركب شديد السمية يُستخدم في المبيدات الحشرية، ولا يوجد لها ترياق حتى الآن، كما لم يُتوصل لتحليل دقيق يمكنه كشفها في الدم.
وبحسب ما ذكره الدكتور محمد إسماعيل، فإن أبرز المعلومات عن تلك المادة السامة جاءت كالتالي:
– مادة الكلورفينابير ظهرت في العالم منذ سنوات قليلة، وتُعتبر من المواد السامة شديدة الخطورة.
– تعمل على تدمير شامل لأجهزة الجسم، خاصة الكلى والكبد، إلى جانب إحداث تلف بخلايا الجهاز العصبي في المخ، مما قد يؤدي إلى الوفاة حتى في حال بقاء المريض على قيد الحياة لعدة أيام.
– قد تستجيب بعض الحالات للغسيل الكلوي مؤقتًا، كما حدث مع الطفلة “فرحة” في مستشفى الإيمان العام بأسيوط، حيث تحسنت نسبيًا لكنها توفيت لاحقًا بتوقف مفاجئ في عضلة القلب.
– من خصائص هذه المادة أن أعراضها لا تظهر فورًا، بل بعد أيام، بعكس السموم الأخرى التي تظهر خلال دقائق أو ساعات، وهو ما حدث مع والد الأطفال والطفلتين الأخيرتين.
– تُستخدم مادة الكلورفينابير كمبيد حشري لمكافحة الآفات الزراعية، وتُباع بأسماء تجارية مختلفة، وقد تكون إحدى هذه المنتجات موجودة داخل منزل الأسرة دون علمهم.
– ورغم الإعلان عن اسم المادة السامة، لم يصدر حتى الآن بيان رسمي يؤكد العثور على عبوة المبيد داخل منزل الأسرة، أو يوضح كيف وصلت هذه المادة السامة إلى بطونهم وأودت بحياتهم واحدًا تلو الآخر.