ثانوية الأزهر تبرز سر تفوقها في فيديو ملهم “الوقت الجيد أهم من الساعات الكثيرة”

الإسماعيلية – أميرة يوسف:

ثانوية الأزهر تبرز سر تفوقها في فيديو ملهم “الوقت الجيد أهم من الساعات الكثيرة”
ثانوية الأزهر تبرز سر تفوقها في فيديو ملهم “الوقت الجيد أهم من الساعات الكثيرة”

حقق الطالب معاذ أحمد رمضان حسيني مصطفى، ابن مدينة التل الكبير التابعة لمحافظة الإسماعيلية، إنجازًا بارزًا بحصوله على المركز الثاني على مستوى الجمهورية بالقسم العلمي في الثانوية الأزهرية، ويعود هذا التفوق إلى قصة أسرة بسيطة اعتمدت على النية الصادقة، حفظ القرآن الكريم، والتربية السليمة كركائز أساسية في مسيرة معاذ.

يقول معاذ: “السر مش في عدد الساعات، السر في جودة الوقت، كنت بذاكر 6 ساعات بس بتركيز 100%، من غير موبايل، ومن غير مشتتات” ويضيف بابتسامة خجولة تحمل في طياتها الكثير من الجهد والتعب “كنت بحط هدف واضح قدامي.. أبقى من الأوائل، مش علشان اتصور مع وزير، لكن علشان أفرّح أمي، وأثبت لنفسي إن كل لحظة تعبت فيها ما راحتش هدر”

روشتة التفوق على لسان معاذ: ابدأ بنية صادقة لله، خلي هدفك رضا ربنا مش بس مجموع كبير، ذاكر بتركيز مش بس بعدد ساعات، مش لازم تذاكر ١٠ ساعات، المهم إنك تكون حاضر ذهنًا، نظّم يومك كويس، راحة، طعام صحي، نوم كافي، ووقت للترفيه المسموح، اعرف نقاط ضعفك واشتغل عليها، مش تهرب منها، اختار صحابك القريبين من ربنا واللي هيشدّوك لفوق، خد بالأسباب واترك النتيجة على الله

وفي حديثها لـ”نبأ العرب”، تقول والدة معاذ وهي تحبس دموعها من الفرح: “اللي بلغني بالنتيجة مش هو، كانت أختي اللي شافت اسمه في النتيجة قبل ما أعرف أنا، قلبي كان حاسس من البداية إنه هيعمل حاجة كبيرة، من وهو صغير عنده تركيز غير عادي، وبيحب النظام والدقة”

وتضيف الأم: “هو الكبير وسط خمس إخوات، وكنت دايمًا شايفة فيه بركة، بيحب الصلاة والهدوء، وكنت دايمًا بدعيله وأقول يا رب تفرحني بيه، والحمد لله استجاب دعائي” لكن المفاجأة أن معاذ لم يُخبر أسرته يومًا بما يحلم أن يلتحق به بعد الثانوية، تقول والدته: “ماحبش يصرّح برغبته، كان سايبها لقدَر ربنا، وقال لي: لما تيجي النتيجة ساعتها أتكلم”

وتضيف والدته عن يومه: “ماكانش بيحب يقعد وسط دوشة، وكنت دايمًا أساعده يهيأ لنفسه جو هادئ، مكان للمذاكرة، وأكل خفيف وصحي، ونوم منظم”

أما والده، فيحكي القصة من بدايتها من زاوية مختلفة: “أول خطوة في طريق معاذ كانت من اختيار أمّه، زوجة صالحة، قررت تسيب شغلها في مجال الطب علشان تتفرغ لتربية أولادها، هي اللي حفظته القرآن، كان أول طفل من إخوته يحفظ كتاب الله كاملا على أيديها”

وتابعت: “كان دايمًا يحافظ على وقته، مبيمسكش تليفون ذكي، ومعندوش حسابات على السوشيال ميديا زي باقي الشباب، كل يوم الساعة 10 يسلم الموبايل لوالدته، ويركز في مذاكرته وعبادته”

ويضيف بابتسامة هادئة: “الإنترنت بالنسباله أداة مش تسلية، بياخد منه اللي ينفعه في علمه ودينه، والباقي ملوش مكان في يومه”

رغم كثافة المواد العلمية، لم يكن يوم معاذ يخلو من ورد يومي للقرآن والصلاة في المسجد، كانت أوقاته مقسمة بدقة، يضع لنفسه جدولًا ذاتيًا، يعتمد على التركيز أكثر من كثرة الساعات.

رغم تفوقه في القسم العلمي، إلا أن قلب معاذ معلق بالعلوم الشرعية، وحلمه كما عبّر لأسرته: “نفسي أبقى عالم في الدين، أدرس علوم القرآن، وأفيد الناس بما تعلمته من ربنا”

حلم لا ينفصل عن الواقع، بل ينبع من تجربة صادقة عاشها معاذ في بيته، بين أم معطاءة، وأب حكيم، وأسرة اختارت طريق النور من البداية.

في قرية بسيطة، لم يكن هناك دروس خصوصية فاخرة، ولا أدوات تقنية معقدة، فقط بيت يعرف معنى التربية، وشاب يعرف قيمة الوقت، وأم تُربي بالقلب قبل اليد.

اليوم، يُصبح معاذ نموذجًا حيًا لما يمكن أن يصنعه الإيمان والإصرار في زمن ازدحمت فيه الانشغالات والمشتتات، ويرفع اسم الإسماعيلية من جديد بين قوائم التفوق، حاملًا معه رسالة: “النجاح مش بالحظ، النجاح قرار، يبدأ من البيت، ويمشي على طريق العلم، ويوصل لرضا ربنا”

https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=476&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FMasrawy%2Fvideos%2F1249234892993837%2F&show_text=false&width=267&t=0" style="border: none; overflow: hidden;" allowfullscreen="allowfullscreen" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" width="267" height="476" scrolling="no" frameborder="0