غواصون يكشفون عن حطام سفينة تاريخية من الحرب العالمية الأولى

لندن – (د ب أ).

غواصون يكشفون عن حطام سفينة تاريخية من الحرب العالمية الأولى
غواصون يكشفون عن حطام سفينة تاريخية من الحرب العالمية الأولى

اكتشف فريق من عشرة غواصين دوليين حطام الطراد “إتش إم إس نوتنجهام”، الذي غرق أثناء الحرب العالمية الأولى، على بُعد حوالي 60 ميلاً بحرياً من الساحل البريطاني، حيث أكدت ألكسندرا بيشينا، الغواصة من مدينة بريمرهافن الألمانية، أن هذا الاكتشاف جاء بعد أشهر من البحث في السجلات الأرشيفية لتحديد موقع الحطام، وأشارت إلى أن الموقع لم يكن موجوداً على أي خريطة من قبل.

أشارت البحرية البريطانية إلى أنها تلقت تقرير المجموعة، حيث قالت متحدثة باسم البحرية الملكية: “ستقوم وزارة الدفاع بالتعاون مع خبراء آخرين بفحص الأدلة المُجمعة وفقاً للإرشادات المعمول بها قبل تحديد هوية الحطام رسمياً”.

أعرب الغواصون عن ثقتهم في العثور على الحطام على عمق 82 متراً، حيث أكدت بيشينا أن السفينة غارقة في وضع مستقيم في قاع البحر، وهي في حالة جيدة بشكل لافت، مضيفةً أن الغواصين فحصوا عدة سمات لتحديد هويتها، بما في ذلك عدد وحجم مدافع السطح، وذكرت أن الدليل الدامغ هو النقش البرونزي لاسم السفينة على مؤخرها، وقال شتيفن شولتس، أحد أعضاء البعثة من مدينة كارلسروه الألمانية: “بالطبع، كان الجميع في غاية السعادة”.

غرقت الغواصة الألمانية “يو-52” سفينة “إتش إم إس نوتنجهام” في 19 أغسطس عام 1916، مما أسفر عن مقتل 38 فرداً من طاقم السفينة البريطانية، حيث أفاد المتحف البحري الألماني بأن “مدمرتين بريطانيتين حاولتا إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناجين، لكنهما تعرضتا لهجمات متواصلة من طوربيدات الغواصة الألمانية”.

وفقاً للمجموعة التي أعلنت اكتشاف الحطام، حاولت مجموعات أخرى من الغواصين دون جدوى تحديد موقع الحطام، حيث قال شولتس إن الاكتشاف كان بمثابة “أول تسلق لجبل”، وأوضحت بيشينا /37 عاماً/ أن كل شيء للرصد كان مخططاً له بعناية، مشيرةً إلى أنه لم يكن أمامهم سوى 45 دقيقة عند الحطام قبل أن يبدأوا الصعود الذي يستغرق حوالي ساعتين ونصف، لذا كان يجب أن يتم كل شيء بسرعة ودقة مع حطام بهذا الحجم.

قدمت مجموعة الغواصين البحرية البريطانية بإحداثيات موقع الحطام، ولم يُحدد بعد ما إذا كانت البيانات ستُنشر، حيث أعلنت البحرية الملكية في بيان: “بمجرد تحديد الهوية رسمياً، سيُجرى اتخاذ قرار بشأن نشر الإحداثيات”، وأكد شولتس أن المجموعة ملتزمة بحماية الحطام من النهب، مضيفاً: “مصلحتنا هي الحفاظ على الحطام كما هو”.

أعربت بيشينا عن شغفها بحطام السفن وتاريخها، حيث قالت: “عندما أغوص وأرى آثار هذا التاريخ بعيني، مثل آثار الطوربيد أو غيرها من الأضرار، يصبح التاريخ حقيقة بالنسبة لي بطريقة فريدة للغاية في تلك اللحظة”.

وفقاً للمتحف البحري الألماني في بريمرهافن، يرقد حطام مئات السفن والطائرات في قاع بحر الشمال نتيجة للحربين العالميتين، ويقوم مشروع “حطام بحر الشمال”، الذي يقوده المتحف، بدراسة المخاطر التي يُشكلها هذا الحطام، مثل الذخيرة القديمة.