تعيش الأسواق الشعبية للخضروات والفاكهة في موسم الصيف الحالي حالة من التباين الملحوظ في الأسعار، حيث يقوم الباعة بعرض بضاعتهم وسط ظروف جوية صعبة وتقلبات حادة في السوق، وقد رصدت جولة ميدانية لموقع نبأ العرب بعض هذه التغيرات في الأسواق بمناطق متعددة.

مقال مقترح: أسعار الدواجن في الأسواق خلال أول أيام عيد الأضحى – تحديثات رسمية
مع هذه التحديات، يواجه المستهلكون صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الفاكهة، التي تجاوز سعر بعض أنواعها 50 جنيهًا للكيلوجرام، مما يسبب عبئًا على ميزانياتهم، في حين تظل أسعار الخضروات أكثر استقرارًا، مما يجعلها خيارًا ملائمًا للعديد من الأسر.
خلال جولة ميدانية لموقع “نبأ العرب” في عدد من المحال والباعة بمناطق المطرية، المرج، شبرا، ورمسيس، تم رصد آراء متنوعة حول وضع السوق:
أصحاب المحلات: تراجع البيع مع ارتفاع الأسعار
قال مينا القرش، صاحب محل فاكهة بشارع جزيرة بدران في شبرا: “هذا الموسم الفاكهة أغلى من العام الماضي، الزبائن يشترون بكميات أقل، وبعضهم توقف عن الشراء، والفاكهة تفسد سريعًا، نحن ندفع الكثير في الشراء والنقل، وزادت التكاليف علينا، وتجار الجملة يبيعون الزرع بأسعار مرتفعة.”
في المقابل، قال عبد الرحمن، بائع مانجو متنقل بمنطقة المطرية: “المانجا في بداية موسمها والأسعار مبشرة، أبيع الكيلو بـ 35 جنيه، وهذا أرخص بكثير من العنب الذي وصل 40 جنيه، والتين 50، والتفاح البلدي تجاوز 40، لذلك أركز على بيع المانجو فقط.”
مواضيع مشابهة: جهينة تحصل على قرض بقيمة 1.9 مليار جنيه من البنك التجاري الدولي لتمويل شراء خطوط إنتاج جديدة
أما وائل حسن، بائع فاكهة بالمرج، فقال: “أسعار العنب تتراوح بين 25 و40 جنيه حسب النوع، والموز لا يقل عن 30، والتين 50 جنيه، الناس تتفرج وتصاب بالصدمة وتغادر، أشتري كميات صغيرة بسبب ضعف المبيعات، وأصبح الزبائن يحسبون الأسعار بالقطعة وليس بالكيلو.”
قال جمال محمد، صاحب أحد محال بيع الفاكهة برمسيس: “المانجا جيدة وسعرها مناسب، لكن باقي الأصناف أغلى، والناس تقارن الأسعار بالسوق عمومًا، رغم ذلك، المبيعات لم تتوقف تمامًا، لكنها انخفضت قليلاً، ربنا يعوضنا في المانجو.”
قال عم يسري، بائع خضراوات في شبرا: “أسعار الطماطم تتراوح بين 3 و7 جنيه، والبطاطس أقل من 15، والبصل 10، طالما الأسعار مستقرة، هناك حركة بيع جيدة، الزبائن يشترون حتى بكميات صغيرة، والأمور تسير بشكل جيد.”
المستهلكون: الخضروات في المتناول والفاكهة مكلفة
تقول أم محمد، ربة منزل من شبرا: “أذهب للسوق كل يوم تقريبًا لشراء احتياجات البيت من خضار وفاكهة، وألاحظ أن أسعار الخضار معقولة وفي المتناول، لكن أسعار الفاكهة مرتفعة قليلاً، مما يدفعني لاختيار الأصناف التي تتناسب مع ميزانيتي أو شراء كميات أقل من المعتاد.”
أما أم كريم، ربة منزل من المطرية، فقالت: “أسعار الخضار ليست غالية ومتوفرة في كل مكان، لكن الفاكهة غالية، تبدأ من 30 جنيه كأقل صنف، وإذا أردت شراء الفاكهة على هذه الأسعار، سأحتاج إلى ميزانية خاصة لها، نحن أسرة مكونة من 6 أفراد، وقد أشتري على فترات وليس بكميات كبيرة.”
بينما قال صلاح عبد الرحيم، محاسب من المرج: “الفاكهة غالية، لكنني أشتري كميات معقولة تكفي أولادي، دون إسراف، وإذا كنا جميعًا نتحكم في مصروفاتنا ونشتري بحكمة، ستتعدل الأسعار.”
شعبة الخضراوات والفاكهة: الوسطاء سبب ارتفاع الأسعار
قال حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية، إن ارتفاع أسعار بعض أصناف الفاكهة والخضروات في الأسواق لا يعكس قيمتها الحقيقية في سوق الجملة، مشيرًا إلى أن تعدد الوسطاء وكثرة حلقات التداول تؤديان إلى زيادة غير مبررة في الأسعار، مما يحرم المستهلك من الشعور بانخفاضها الحقيقي في سوق الجملة.
وأوضح أن هناك منتجات متوفرة بكميات كبيرة، وأسعارها مستقرة نسبيًا، مثل العنب الذي يتراوح سعره في الجملة بين 18 و20 جنيهًا، ومن المفترض أن يُباع للمستهلك بين 25 و30 جنيهًا، بعد أن بلغ في بداية الموسم نحو 120 جنيهًا.
وبالمثل، التين البرشومي يُسجل في الجملة نحو 20 إلى 25 جنيهًا، ويُباع في التجزئة بسعر يتراوح بين 30 و35 جنيهًا.
وأضاف أن المانجا ما زالت في بداية موسمها، وأسعارها مستقرة كبداية موسم، في حين أن الموز من الفواكه الشتوية، وارتفاع سعره يرجع لاختلاف الموسم الصيفي، أما التفاح المصري، فهو في نهاية موسمه ويكاد يختفي من الأسواق، بينما البرقوق والمشمش انتهى موسمهما.
أما البطيخ والكنتالوب متوفر بأسعار مناسبة، حيث يُباع الكنتالوب بنحو 15 جنيهًا في التجزئة، وتظهر أسعار الخضروات عمومًا استقرارًا.
وأشار إلى تفاوت الأسعار بين المناطق، نتيجة لاختلاف درجات الجودة والخدمات المقدمة، حيث يستهدف كل حي فئة معينة وجودة مختلفة، ولكل منها تسعيرها الخاص.
وأضاف النجيب أن الشعبة بالتعاون مع الدولة تعمل على توفير منافذ بيع ثابتة ومتحركة في عدد من المناطق، بهدف خلق نوع من التوازن في السوق، وضمان وصول السلع للمواطنين بأسعار مناسبة بعيدًا عن المغالاة في بعض المناطق.
وأكد النجيب أن المواطن له دور في ضبط الأسواق، قائلًا: “المراقبة تبدأ من المستهلك، فلا تشترِ من بائع يبالغ في الأسعار، فهذه سلع سريعة التلف، وإن لم تُشترَ سيضطر البائع لخفض السعر.”