قنا – عبدالرحمن القرشي:

لم تكن الطفلة “سارة” تدرك أن زيارتها المعتادة لجيرانها ستكون آخر زيارة لها في حياتها، طفلة في عمر الزهور، لم تتجاوز 12 عامًا، فقدت أنفاسها الصغيرة على يد من كانت تناديها بـ”خالتي”، فقط من أجل قرط ذهبي لا يساوي شيئًا أمام ما أُزهق من روحها وبراءتها.
في مشهد محزن، أبكى أهالي قرية القوصية شمالي قنا، شُيّع جثمان سارة إلى مثواها الأخير، بينما لا تزال الصدمة تخيم على الوجوه، جريمة قتل بدافع السرقة، لكن الضحية هذه المرة طفلة بريئة، والجانية جارتها.
– الإبلاغ عن جثة تحمل آثار الخنق
تلقت مديرية أمن قنا بلاغًا من مركز شرطة فرشوط، بعد تغيب الطفلة “سارة. أ. ح” عن منزلها لساعات طويلة، تحركت الأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ بقرية القوصية، وهناك كانت الكارثة: جثة الطفلة ملقاة داخل منزلها، وبها آثار خنق واضحة حول الرقبة، ما أكد فرضية القتل العمد
جرى نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى فرشوط المركزي، وسط حالة من الذهول، بينما بدأت التحقيقات على الفور.
– جارتها قتلتها عشان “الحلق”
كشفت تحريات فريق البحث أن وراء الجريمة جارة الطفلة، سيدة أربعينية استدرجت الصغيرة إلى منزلها، وقامت بخنقها حتى فارقت الحياة، ثم استولت على قرطها الذهبي، وتركت الجثة وفرّت، وتحت ضغط الأدلة وتحقيقات مكثفة، تم ضبط المتهمة خلال ساعات قليلة، وحرر محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وطلبت التحفظ على المتهمة.
– مشهد وداع
في جنازة خيّم عليها الحزن، ودّع مئات من أهالي فرشوط الطفلة سارة، وسط دموع وألم وحالة من الذهول، بعدما تحوّل “الحلق الذهبي” إلى مفتاح مأساة، وصار اسم سارة يرافقه سؤال صادم:
هل باتت حياة الأطفال بلا ثمن؟
– تحقيقات النيابة.. وحبس المتهمة.
تواصل النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بحبس المتهمة على ذمة التحقيقات، فيما تعمل أجهزة البحث الجنائي على كشف المزيد من ملابسات الجريمة، وتفريغ كاميرات المحيط، والاستماع إلى أقوال الشهود.
ممكن يعجبك: مكتب نتنياهو يدعو المجتمع الدولي للتحرك ضد طموحات إيران النووية
وفي قرية القوصية، سيبقى اسم سارة محفورًا في ذاكرة الأهالي، كضحية للجشع المغلف بالثقة، وجريمة عبثت بطفولتها من أجل قطعة ذهب.