قامت الهند بتنفيذ حملة طرد جماعية لمئات المسلمين البنغاليين في ولاية آسام، التي تقع شمال شرق البلاد بالقرب من حدود بنجلاديش، وتأتي هذه الخطوة المثيرة للجدل قبل الانتخابات المحلية المقررة خلال أشهر، وسط اتهامات بالتمييز الديني والتطهير العرقي.

من نفس التصنيف: وزير البترول يقوم بجولة تفقدية لسفينة التغييز “Energos Power” استعدادًا لرحلتها إلى العين السخنة
وشُرد المئات من الرجال والنساء والأطفال المسلمين بعدما قامت السلطات بهدم منازلهم بالجرافات، في واحدة من أوسع عمليات الإخلاء التي شهدتها المنطقة منذ عقود.
تدعي الحكومة الهندية أن هؤلاء السكان يقيمون بشكل غير قانوني على أراضٍ مملوكة للدولة، بينما تؤكد منظمات حقوقية ونواب معارضون أن الهدف الحقيقي من الحملة هو تحقيق مكاسب انتخابية على حساب أقلية مستضعفة.
تزامنت عمليات الهدم مع تصعيد سياسي ملحوظ من جانب حكومة ولاية آسام بقيادة هيمانتا بيسوا سارما، أحد أبرز قيادات حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، الذي يواصل وصف المسلمين البنجاليين بـ”المتسللين غير الشرعيين”، رغم أن كثيرين منهم يعيشون في آسام منذ عقود، وذلك وفقًا لوكالة أنباء “رويترز”.
وبحسب البيانات الرسمية، فقد هدمت السلطات خلال الأسابيع القليلة الماضية ما لا يقل عن 3400 منزل لمسلمين، في خمس مناطق مختلفة، وأُجبر سكانها على الرحيل دون بديل، وتشير التقارير إلى أن العدد الإجمالي للمهجرين منذ مايو 2021 تجاوز 50 ألف شخص.
تأتي هذه الإجراءات في سياق تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند، خاصة مع اقتراب الانتخابات، حيث اعتاد حزب بهاراتيا جاناتا استخدام قضايا الهوية والهجرة غير الشرعية لاستقطاب الناخبين الهندوس.
وقد صرح رئيس وزراء الولاية مؤخرًا بأن المسلمين المهاجرين “يهددون هوية الهند”، محذرًا من أن نسبتهم في آسام قد تقترب من 50% خلال سنوات قليلة، مقارنة بنسبة 30% في آخر إحصاء سكاني عام 2011.
تتهم المعارضة الحكومة بتسييس قضية الهجرة واستخدامها كورقة انتخابية، حيث قال النائب المعارض أخهيل جوكوي: “ما يجري ليس سوى محاولة لكسب الأصوات عبر استهداف المسلمين، هذه الحملة ستدخل التاريخ باعتبارها واحدة من أسوأ حملات التطهير العرقي في المنطقة”
اقرأ كمان: حريق ضخم يدمر مطعمًا في المحلة نتيجة انفجار أسطوانة غاز
وفي هذا السياق، كثفت عدة ولايات هندية يقودها حزب بهاراتيا جاناتا إجراءاتها الأمنية ضد المسلمين، بما في ذلك ترحيلهم قسرًا إلى بنجلاديش، ووفقًا لوزارة الخارجية الهندية، فقد تم إعداد قائمة تضم 2369 شخصًا من المقرر ترحيلهم، بينما ترفض بنجلاديش حتى الآن الاعتراف بغالبيتهم كمواطنين تابعين لها.