اتهامات لميليشيا أبو شباب.. من يقف وراء سرقة المساعدات في غزة؟

بعد أشهر من الحصار وإغلاق المعابر، سمحت إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن منظمات دولية أكدت أن الكمية التي أُدخلت لا تكفي لتلبية احتياجات الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع، كما طالبت بأن تتم عمليات التوزيع عبر مؤسسات دولية متخصصة وتحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك بسبب الحديث عن تعرض المساعدات للنهب.

اتهامات لميليشيا أبو شباب.. من يقف وراء سرقة المساعدات في غزة؟
اتهامات لميليشيا أبو شباب.. من يقف وراء سرقة المساعدات في غزة؟

صورةة 1_2

حماس

اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة حركة حماس عدة مرات بسرقة المساعدات الغذائية من الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى لاستخدامها في السيطرة على السكان وتعزيز تمويلها، بما في ذلك رفع أسعار السلع وإعادة بيعها للمدنيين.

وقد درس التحليل الأمريكي، الذي اكتمل أواخر يونيو الماضي، 156 حادثة سرقة أو فقدان لإمدادات ممولة من واشنطن، أبلغت عنها منظمات شريكة بين أكتوبر 2023 ومايو 2025، وخلص التحليل إلى أن 44 حادثة على الأقل كانت “بشكل مباشر أو غير مباشر” نتيجة للإجراءات العسكرية الإسرائيلية، وفقًا لـ”رويترز”.

صورةة 2_3

من جانبه، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية صحة هذه النتائج، مشيرًا إلى وجود أدلة مصورة تثبت سرقة حماس للمساعدات، لكنه لم يقدم أيًا من هذه الأدلة، كما اتهم المتحدث المنظمات الإنسانية بالتستر على ما وصفه بـ”فساد المساعدات”.

كما شككت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في نتائج هذا التحليل، قائلة إن مسؤولي وزارة الخارجية لم يطلعوا عليه، وإنه “من المحتمل أن يكون من إنتاج شخص يسعى لتشويه أجندة الرئيس دونالد ترامب الإنسانية”، وفق قولها.

من البديهي أيضًا أن يعترض جيش الاحتلال الإسرائيلي على تقرير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إذ قال لـ”رويترز”، إن اتهاماته تستند إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن عناصر حماس استولوا على شحنات من خلال “التخفي سرًا” في شاحنات المساعدات، بحسب زعمه.

صورةة 3_4

وادعى جيش الاحتلال أن التقارير أظهرت أن حماس حولت ما يصل إلى 25% من إمدادات المساعدات إلى مقاتليها أو باعتها للمدنيين في غزة.

كما تتهم ما يُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، حماس بسرقة المساعدات، و”غزة الإنسانية” هي المسؤولة عن توزيع المساعدات في قطاع غزة، وكانت الأمم المتحدة قد رفضت التعاون مع المؤسسة المذكورة، متهمة إياها بانتهاك مبادئ الحياد الإنساني الدولي.

وبدورها، تنفي حركة حماس هذه الاتهامات، حيث صرح مسؤول أمني في الحركة، بحسب “رويترز”، أن إسرائيل قتلت أكثر من 800 من عناصر الشرطة والأمن التابعين للحركة أثناء محاولتهم حماية مركبات الإغاثة وطرق قوافلها، على الرغم من أنه قد نُسق تنفيذ مهامهم مع الأمم المتحدة.

ميليشيا أبو شباب

صورةة 4_5

اتهمت الأمم المتحدة وحركة حماس ميليشيا ياسر أبو شباب، التي تطلق على نفسها اسم “القوات الشعبية”، بسرقة ونهب المساعدات الغذائية التي تدخل إلى قطاع غزة من خلال السطو عليها.

وأضاف ويتال أن القوات الإسرائيلية تحمي مَن اعترضوا طريق شاحنات المساعدات ونهبوها بعنف، مشيرًا إلى أن هذه العصابات أصبحت “حماة للبضائع التي تُوزّع عبر المراكز العسكرية الإسرائيلية الجديدة”، في إشارة إلى المواقع التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”.

وأوضح المسؤول الأممي لصحيفة “الجارديان” أن جماعة ياسر أبو شباب هي من ضمن العصابات التي كان يقصدها في حديثه.

صورةة 5_6

كما تتهم حماس ميليشيا أبو شباب بنهب شاحنات مساعدات الأمم المتحدة، وفي مطلع يوليو الجاري، أمرت وزارة الداخلية التي تديرها الحركة في غزة ياسر أبو شباب بتسليم نفسه ومواجهة المحاكمة، متهمة إياه بالخيانة والتخابر مع جهات معادية وتشكيل عصابة مسلحة والعصيان المسلح.

ومن جانبه، نفى أبو شباب الاتهامات الموجهة إليه فيما يتعلق بنهب المساعدات الغذائية، قائلًا إنه كان يأخذ البضائع فقط لإطعام نفسه وأسرته، بل وادعى أن الجماعة التي يقودها تحمي المساعدات، بما في ذلك حول مراكز توزيع الغذاء التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وفقًا لـ”الجارديان”.

وفي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” أُجريت في نوفمبر 2024، اعترف أبو الشباب بأن رجاله أغاروا على 6 شاحنات مساعدات منذ بداية الحرب، وقال للصحيفة: “نأخذ الشاحنات لنأكل، لا لنبيع”، بحسب “الجارديان”.

من هو ياسر أبو شباب؟

صورةة 6_7

وُلِد ياسر أبو شباب عام 1990 في رفح جنوب قطاع غزة، وينتمي إلى قبيلة الترابين، كان معتقلًا لدى حماس قبل السابع من أكتوبر 2023 بتهم جنائية، لكنه خرج من السجن في ظروف غامضة.

شكّل ياسر أبو شباب جماعة مكونة من نحو 100 عضو، تنشط في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تقع تحت السيطرة الكاملة للقوات الإسرائيلية، مدعيًا أن هدفه تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك قبل أن يغلق الاحتلال جميع المعابر المؤدية للقطاع في مارس الماضي.

واتُهِم أبو شباب بأنه على صلة بإسرائيل، وأن الاحتلال يقوم بتسليح تلك الميليشيا بهدف معارضة حركة حماس وسرقة المساعدات، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الأسلحة التي تم تسليمها شملت أسلحة خفيفة تمت مصادرتها سابقًا من حماس خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وبين هذه الاتهامات، يبقى المدنيون في غزة هم الضحايا، إذ يقول برنامج الغذاء العالمي إن نحو ربع سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يعانون من المجاعة وسوء التغذية الحاد، واستُشِهد أكثر من 130 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال، بسبب الجوع، كما قتلت إسرائيل أكثر من 1000 فلسطيني بالقرب من مراكز توزيع المساعدات.