بعد مأساة المنيا اكتشف مخاطر مبيدات الكلورفينابير وتعرف على أهم النصائح للوقاية

المنيا- جمال محمد:

بعد مأساة المنيا اكتشف مخاطر مبيدات الكلورفينابير وتعرف على أهم النصائح للوقاية
بعد مأساة المنيا اكتشف مخاطر مبيدات الكلورفينابير وتعرف على أهم النصائح للوقاية

عاش أهالي قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوبي محافظة المنيا أيامًا مليئة بالحسرة والقلق، وذلك بسبب وفاة ستة أطفال ووالدهم في ظروف غامضة ومريبة، مما أدى إلى انتشار العديد من الشائعات، ولكن تبين مؤخرًا أن السبب هو وجود مادة مبيد حشري في أمعاء المتوفين، ولا تزال كيفية وصول هذه المادة إليهم وسبب وفاتهم غير معروفين.

المفاجأة التي كشفها الدكتور محمد اسماعيل عبدالحفيظ، أستاذ السموم بكلية الطب جامعة المنيا، والمشرف على آخر حالتين من الأطفال قبل وفاتهم، هي أن المواد السامة التي تناولوها تندرج تحت المادة الفعالة لمادة الكلورفينابير، وهي مادة تسبب غموضًا كبيرًا لأنها لا تظهر في التحاليل الطبية أو الأشعة، مما زاد الأمر تعقيدًا حتى توفي الأب بنفس الأعراض.

أبرز المعلومات عن تلك المادة السامة والخطيرة، وكيفية وصولها لأيدي مئات المزارعين، كانت محور حديث “نبأ العرب”، حيث أكد الدكتور عمر غانم، مدير إدارة المكافحة البستانية والخضر والباحث في علوم البساتين والمبيدات، أن مادة الكلورفينابير من المواد الشائعة في مصر ودول عديدة، وتستخدم لمكافحة الأكاروسات، وخاصة في بساتين الطماطم والفول الصويا والبطاطس والباذنجان والقرعيات، وتزداد هذه الأكاروسات في أوقات ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مثل الأيام الحالية.

وأشار غانم إلى أن استخدام الكلورفينابير مصرح به بشكل رسمي في مصر، ويُباع عبر منافذ وزارة الزراعة، حيث تشمل أشهر المنتجات التي تحتوي على تلك المادة (شالنجر، فانتي، كونكورد، كابيتول)، وهذه المنتجات متاحة في منافذ وزارة الزراعة بمحافظة المنيا، وكذلك في جميع محلات بيع المبيدات الحشرية الزراعية، وهي من أفضل الخيارات لمكافحة الأكاروسات، ولكن يجب استخدامها بشكل صحيح وآمن.

كشف غانم أيضًا عن تأثير تلك المادة على الحشرات وسلامة النبات والمواطن، حيث يؤثر المبيد بشكل مباشر على أطوار الآفة الكاملة، ويدمر مراكز إنتاج الطاقة في خلية الحشرة بسرعة، بينما يمنح النبات مناعة من خلال الميتوكوندوريا لتقوية مراكز إنتاج الطاقة فيه، ولكن كل ذلك يتطلب الاستخدام السليم وضبط نسب التركيز، بمعدل 40 سنتيمتر لكل 100 لتر مياه.

شدد غانم على ضرورة عدم حصاد المحصول المرشوش بمادة الكلورفينابير إلا بعد مرور 21 يومًا، لضمان تكسير المادة واختفائها لتصبح غير سامة، مؤكدًا أن موعد الرش يجب ألا يكون في وقت الظهيرة، لأن درجات الحرارة العالية تجعل النبات يغلق ثغراته ولا يستفيد من المبيد، كما أن الرش في الصباح الباكر غير مناسب بسبب قطرات الندى التي تسقط من الأوراق وتأخذ معها المبيد، لذا يُفضل أن يكون الرش من بعد العصر وحتى المغرب.

وبشأن كيفية معالجة الأضرار الناتجة عن سوء الرش، أوضح غانم أنه يمكن استخدام منشطات أو مغذيات للنبات لتجديد نموه خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، وهي الفترة التي تظهر فيها تأثير المبيد.

كما أشار غانم إلى أن البديل الأكثر أمانًا لمادة الكلورفينابير هو منتجات مادة أباماكتين، التي تشمل (فرتيمك، اورتس، سوبر اورتس، جولد، روماكتين)، مؤكدًا انخفاض معدلات استهلاك الكلورفينابير في السنوات الأخيرة لصالح منتجات أخرى.

وجه غانم نصائحه للمزارعين للحفاظ على صحتهم أثناء استخدام تلك المواد أو أي مبيدات أخرى، حيث يجب عليهم ارتداء قفازات كبيرة وكمامات، والتخلص من العبوات الفارغة بدفنها في أماكن بعيدة أو في صناديق القمامة المخصصة، مع تجنب إلقائها في المجاري المائية أو الشوارع.

يذكر أن والد الأطفال المتوفين معروف بتجارته في محصول الطماطم وزراعتها، ورجح البعض استخدامه لتلك المبيدات للقضاء على العناكب الزراعية، ولكن لم تفصح الجهات المعنية حتى الآن عن العثور على أي مبيدات داخل منزله أو كيفية تعرضه وأبنائه للتسمم حتى وفاتهم.

اقرأ أيضاً: