من قطار الفجر إلى ملعب الحلم.. رحلة ناشئ المنيا الذي حقق حلمه الكروي وتحول مستقبله للأفضل

المنيا- جمال محمد:

من قطار الفجر إلى ملعب الحلم.. رحلة ناشئ المنيا الذي حقق حلمه الكروي وتحول مستقبله للأفضل
من قطار الفجر إلى ملعب الحلم.. رحلة ناشئ المنيا الذي حقق حلمه الكروي وتحول مستقبله للأفضل

الطفل حسن أحمد حسن، الذي ينحدر من محافظة المنيا، لم يكن يعرف أن موهبته الكروية التي بدأت منذ أن كان في الرابعة من عمره، ستأخذه في رحلة شاقة يوميًا بين قريته وأندية القاهرة، لكنها ستكون أيضًا بداية حلم كبير يشاركه فيه والده، الذي تحمل المشقة والأمل معًا.

بدأ حسن مسيرته في ملاعب الشارع، حيث كان يلعب حافي القدمين أحيانًا، وبحذاء مستعمل أحيانًا أخرى، قبل أن ينضم إلى أكاديمية كروية صغيرة لصقل مهاراته، وفي سن التاسعة، اجتاز اختبارات نادي المقاولون العرب، واستمر في اللعب هناك لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يُستغنى عنه بدعوى ضعف بنيته الجسدية، رغم موهبته اللافتة.

لم يستسلم الأب ولا الابن، فخاض حسن اختبارات نادي البنك الأهلي ونجح فيها، ليبدأ رحلة يومية مرهقة، يسافر فيها من المنيا إلى القاهرة فجرًا، ويحضر تدريباته ثم يعود ليلًا، في جدول مليء بالتعب والتحديات، لكنه لم يتوقف.

انتشرت مؤخرًا صورة لحسن وهو جالس على أرض أحد القطارات في طريقه إلى التمرين، وتحولت إلى رمز لمعاناة غير مرئية خلف موهبة ناشئة، مما أثار تعاطفًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل قصته إلى إدارة نادي البنك الأهلي.

وعلى الفور، تدخل اللواء أشرف نصار، رئيس مجلس إدارة نادي البنك الأهلي، وقرر توفير إقامة ورعاية شاملة لحسن في القاهرة، تقديرًا لموهبته وظروفه، كما استضاف اللاعب ووالده، مؤكدًا أن حسن “أحد أبنائنا وسنكون معه حتى يحقق حلمه”.

والد اللاعب حسن أحمد حسن قال إن بوادر الموهبة ظهرت على نجله منذ أن كان في الرابعة من عمره، حيث كان يراقبه وهو يلعب في الشارع مع أقرانه، سواء بحذاء أو حافي القدمين، ولاحظ امتلاكه لمهارات غير عادية.

وأضاف أنه فور اكتشافه لتلك الموهبة، قام بضم حسن إلى إحدى الأكاديميات الكروية الصغيرة لتطوير مستواه، ومع بلوغه سن التاسعة، تقدم لاختبارات قطاع الناشئين بنادي المقاولون العرب وتم قبوله بالفعل، ولعب معهم لمدة ثلاث سنوات، حتى تم الاستغناء عنه فجأة، بدعوى ضعف بنيته الجسدية، رغم قدراته الفنية.

وتابع الأب في تصريحاته لنبأ العرب: “بعد الاستغناء عن حسن من نادي المقاولون، خاض اختبارات نادي البنك الأهلي، وبفضل الله تم قبوله، ومنذ ذلك الحين وهو يسافر يوميًا من المنيا إلى القاهرة لحضور التمارين، حيث يخرج من المنزل في السادسة صباحًا، ويعود في العاشرة مساءً، يتناول عشاءه وينام ليستيقظ في اليوم التالي ويبدأ الرحلة من جديد”.

وأكد والد حسن أن حلمه ظل يكبر يومًا بعد يوم، رغم المصاريف الكثيرة التي يتحملها، ورغم أنه يعمل عملًا بسيطًا في محل أعلاف، إلا أنه لم يفكر يومًا في التخلي عن موهبة ابنه التي يرعاها منذ نعومة أظافره.

وعن معاناة السفر المستمر، أوضح الأب أنه كان يضطر أحيانًا لتأجير غرفة فوق سطح أحد المنازل بمنطقة الأميرية في القاهرة، حتى يضمن انتظام حسن في التمارين، وكان يشعر بالخوف عليه لصغر سنه، لكنه لم يكن يملك خيارًا آخر.

وأشار إلى أن الصورة التي تم تداولها مؤخرًا لحسن وهو جالس على أرضية أحد القطارات كانت سببًا في الخير، إذ تواصل مسؤولو نادي البنك الأهلي معهم بعد انتشارها، وقرروا توفير سبل الراحة للاعب الصغير.