تأثير الاتفاق التجاري بين أمريكا والاتحاد الأوروبي على أسواق الطاقة وكيف يمكن أن يغير المشهد الاقتصادي العالمي

توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري جديد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى الأسواق الأمريكية، بالإضافة إلى تعهد الاتحاد الأوروبي بشراء غاز أميركي بقيمة 750 مليار دولار خلال ثلاث سنوات كبديل للغاز الروسي، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على أسواق الطاقة.

تأثير الاتفاق التجاري بين أمريكا والاتحاد الأوروبي على أسواق الطاقة وكيف يمكن أن يغير المشهد الاقتصادي العالمي
تأثير الاتفاق التجاري بين أمريكا والاتحاد الأوروبي على أسواق الطاقة وكيف يمكن أن يغير المشهد الاقتصادي العالمي

هل يتأثر سوق الطاقة؟

قال الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة، في تصريحات لـ”نبأ العرب”، إن الاتفاق لن يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط أو الغاز، لأن الأسواق العالمية تخضع لتأثيرات مباشرة من تحالف “أوبك” و”أوبك بلس”، وخاصة من روسيا والسعودية باعتبارهما أكبر مؤثرين على الأسعار.

وأضاف أن الولايات المتحدة استغلت الأزمة الروسية الأوكرانية لتسويق غازها الطبيعي لأوروبا بأسعار تفوق نظيره الروسي بنحو 700%، محققة بذلك أرباحًا كبيرة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تضغط على الاتحاد الأوروبي لعدم العودة إلى الغاز الروسي، رغم وجود خطوط أنابيب مباشرة من روسيا إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية.

وأوضح أبو العلا أن الولايات المتحدة ليست المتحكمة في تسعير النفط والغاز، حيث تظل قطر وروسيا وإيران أكبر المنتجين، وهم من يحددون معادلات السوق.

الاستقرار هو الهدف

قال الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن الاتفاق سيسهم في استقرار أسواق الطاقة، وهو ما يتماشى مع أهداف ترامب الاقتصادية، وأبرزها كبح جماح التضخم، لفتح الباب أمام الفيدرالي الأمريكي لتخفيف السياسات النقدية مستقبلاً عبر خفض أسعار الفائدة.

وأضاف معطي لـ”نبأ العرب”، أن استمرار أسعار النفط في نطاق يتراوح بين 60 و70 دولارًا للبرميل هو هدف مباشر لهذا الاتفاق، لتفادي ارتفاع تكاليف الإنتاج وضمان استقرار الأسواق العالمية.

وأشار إلى أن تعهد الاتحاد الأوروبي بشراء الغاز الأمريكي يعزز من الطلب على الدولار، مما يبقي العملة الأمريكية في موقع الهيمنة على الاقتصاد العالمي، مضيفًا: “ترامب يدرك أهمية أن تباع أهم سلعة في العالم –الطاقة– بالدولار، لضمان بقاء الطلب العالمي عليه”

وأوضح أن هذه السياسة ستدعم الاقتصاد الأمريكي حيث ستبطئ وتيرة تراكم الديون.

اقرأ أيضُا: