في شمال الصعيد، وتحديدًا بمحافظة الفيوم المعروفة بسواقيها وواحاتها الطبيعية، يكافح كريم سعيد، اللاعب السابق لنادي مصر المقاصة، في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، آملًا في تحقيق حلمه في عالم كرة القدم.

مقال له علاقة: مدرب الزمالك السابق يوضح فرص الأهلي في الفوز على بورتو رغم التحديات الأوروبية
يقول كريم “لنبأ العرب” إنه بدأ مشواره في كرة القدم كالكثير من الأطفال، حيث كانت البداية في ساحات المدارس والشوارع، حتى انضم إلى ناشئي فريق نادي مصر المقاصة في مسقط رأسه الفيوم.
لم يعرف كريم، الذي يبلغ من العمر 24 عامًا، طعم الرفاهية، إذ عمل في مجالات متعددة منذ صغره، ملتحقًا بمحلات المأكولات السريعة والعصائر والملابس، بالإضافة إلى ورش الرخام التي تعتبر حرفته الأساسية.
يؤكد كريم أنه غير ملزم بتحمل مصاريف المنزل، لكنه كالرجل العائل، قرر أن يعمل ويساهم في تلك المصاريف لمساعدة والده الذي يعول 6 أفراد، مما يضع عليه مسؤولية إضافية.
يواجه كريم دائمًا أزمة في التوفيق بين عمله وكرة القدم، حيث يصعب عليه العثور على صاحب عمل يقبل بتوظيف شخص بدوام جزئي وغير منتظم أسبوعيًا أو شهريًا.
سبق أن رفض اللاعب عرضًا من أحد الأندية الكبيرة في القاهرة بسبب صعوبة السفر من الفيوم يوميًا، خصوصًا مع التزامه بعمله خارج المستطيل الأخضر.
وعن أصعب أزمة واجهها، يروي كريم أنه تعرض للضغط عندما أصيب والده في حادث سير، مما جعله يتحمل مسؤولية مصاريف المنزل كاملة، بالإضافة إلى تكاليف علاج والده الذي لطالما سعى لتحقيق حلمه.
من نفس التصنيف: احتفالات جماهير الاتحاد السعودي مع فلومينينسي البرازيلي بعد انتصارهم على الهلال في 7 صور رائعة
خلال تلك الفترة الصعبة، سافر كريم إلى القاهرة بحثًا عن عمل براتب يكفي لتغطية مصاريف أسرته، حيث اشترى دراجة نارية بالتقسيط، وعمل 16 ساعة يوميًا لتوفير المال الكافي.
يبدأ يومه بالاستيقاظ مبكرًا للالتحاق بتمرين كرة القدم بالنادي، ثم يتوجه مباشرة إلى عمله دون أي فترات راحة، حتى يصل إلى سريره في المنزل ليأخذ قسطًا من الراحة لمدة 4 ساعات قبل العودة إلى التمرين مرة أخرى.
في حياته، يبذل كريم كل ما في وسعه لتحقيق حلمه في كرة القدم، ومساعدة أسرته التي دائمًا ما كانت بجانبه منذ طفولته.