برلين – (د ب أ).

مقال له علاقة: اكتشف مميزات خدمة 5G وسرعتها التي تفوق كل التوقعات
انتقدت منظمات دولية بشدة إسقاط المساعدات عبر الجو لقطاع غزة الفلسطيني المحاصر، والذي يعاني من أزمة تجويع مستمرة منذ شهور.
وقالت يوليا دوخروف، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، خلال مؤتمر صحفي في برلين اليوم الثلاثاء، إن القرار الأخير لمجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل بإنشاء جسر جوي إلى غزة ليس أكثر من مجرد لفتة رمزية، مشيرة إلى أن استخدام “مصطلح الجسر الجوي الكبير” يهدف إلى إخفاء حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تتجاهل ما هو ضروري.
من نفس التصنيف: موعد صرف الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد حسب تصريح وزير المالية
في سياق متصل، أرسل الجيش الألماني طائرتي نقل من طراز “ايه 400 إم” إلى الأردن، ومن هناك يُخطط لإسقاط المساعدات من الجو فوق قطاع غزة في القريب العاجل، حيث تستخدم إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة هذا الأسلوب منذ يوم الأحد الماضي.
وفي هذا الإطار، قال رياض عثمان، المختص بشؤون الشرق الأوسط في منظمة “ميديكو إنترناشيونال”: “أرى أن هذا في الأساس حملة دعائية لتحسين صورة الحكومة، بالنسبة لي، لا يعدو كونه محاولة لحفظ ماء الوجه من جانب الحكومة الإسرائيلية”
وأضاف عثمان: “يجب على جمهورية ألمانيا الاتحادية ألا تدعم ذلك، بل عليها أن تسعى لتقديم مساعدات إنسانية عقلانية وملائمة للاحتياجات، مسترشدة بالمعايير الدولية”، وتابع: “هذا لا يتحقق عبر جسر جوي، بل من خلال إيصال المساعدات عبر الطرق البرية”، مشدداً على أن قطاع غزة يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا، ولن يكون الجسر الجوي قادراً على تلبية هذا الاحتياج، “حتى لو توفر أسطول كامل من الطائرات لهذا الغرض”
وأشار عثمان إلى أن المساعدات الجوية غير دقيقة، ومكلفة، وبطيئة، محذراً من أن “الأهم من ذلك، أنها قد تشكل خطرًا على حياة السكان في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة”.
وأكد أن ذلك قد شوهد مرارًا في السابق، حيث قُتل أشخاص بسبب سقوط الحاويات عليهم، أو غرقوا أثناء محاولتهم التقاط المساعدات من البحر المتوسط.
ووصف خبير الشرق الأوسط قرار عدم فتح المعابر البرية بالقدر الكافي بأنه “أمر غير مفهوم على الإطلاق”، متسائلاً: “كيف لا يمكن الضغط على حكومة دولة صديقة بهذا القرب، والتي استمرت في الحرب والإبادة الجماعية بدعم كبير من الولايات المتحدة وألمانيا، لفتح المعابر البرية نحو غزة بشكل كافٍ؟”
وقالت دوخروف، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا: “يجب على ألمانيا أن تفي أخيرًا بالتزاماتها بموجب القانون الدولي”، مشيرة إلى أنه يتعين عليها أن تسعى إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وأن توقف تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، وأن تُسمي جرائم الحرب باسمها، وأن تنهي انحيازها الأحادي الجانب، واختتمت تصريحاتها قائلة: “إذا واصلت ألمانيا تزويد دولة ترتكب إبادة جماعية بالأسلحة، فإنها تُعد شريكة في الجريمة”