برلماني يؤكد أن مصر هي صوت الضمير والداعم الحقيقي لحقوق الفلسطينيين في مؤتمر “حل الدولتين”
أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن مشاركة مصر البارزة في مؤتمر “حل الدولتين” الذي عُقد بمقر الأمم المتحدة، تحمل رسالة قوية للعالم بأن مصر لن تبقى صامتة أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة ممنهجة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح محسب أن الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، عكست بوضوح الفاجعة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، وأكدت قوة الموقف المصري وثوابته الراسخة تجاه القضية الفلسطينية.

مقال له علاقة: طقس شديد الحرارة واضطرابات في الملاحة.. تعرف على تفاصيل توقعات الأرصاد للستة أيام القادمة
وأشار محسب إلى أن المؤتمر جاء في وقت حساس، تزامنًا مع تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وازدياد مشاهد القتل الجماعي، والتجويع، والدمار الشامل، مؤكدًا أن مصر كانت وستظل دولة تتحرك بعقلها وضميرها، دون مزايدة أو تسييس، دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وإحياءً لمسار السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وأوضح عضو مجلس النواب أن الخارجية المصرية قدمت توصيفًا دقيقًا للمآسي الإنسانية على الأرض، حيث أشار إلى أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية “لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر”، في ظل الحصار والتجويع والقتل، واصفًا صمت العالم عن هذه الجرائم بأنه “صمت الأموات تحت وطأة الخوف أو بدافع المصلحة”، وهي كلمات تحمل إدانة أخلاقية وسياسية وقانونية للمجتمع الدولي الذي تخلى عن مسؤولياته الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بل وتواطأ بالصمت أو التبرير.
كما أشار محسب إلى أن حديث الوزير عن عبثية ما كانت تُعرف بقواعد العدالة والإنصاف، يُعتبر صرخة في وجه النظام الدولي الذي فقد توازنه وقيمه أمام آلة الاحتلال، موضحًا أن لفظ “إسرائيل”، في ظل ما تقترفه من جرائم يوميًا، لم يعد يُستخدم في المحافل الدولية بوصفها “دولة ديمقراطية” كما كانت تروج لنفسها، بل صار في نظر كثير من الشعوب والحركات الحقوقية مرادفًا للقمع والاحتلال والعنصرية.
وأكد محسب أن أهمية المؤتمر لا تقتصر على جانبه الإنساني فقط، وإنما أيضًا كفرصة لإعادة طرح “حل الدولتين” على الطاولة الدولية باعتباره المخرج الوحيد من دوامة الصراع والدمار، مشيدًا بتأكيد الوزير أن “تكريس الاحتلال غير الشرعي وفرض واقع ديمغرافي جديد، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكراهية والعنف”، مما يشير بوضوح إلى خطر التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتغيير ملامح الأرض المحتلة.
وتابع النائب: كما أن تأكيد الوزير على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفتح الطريق أمام ترتيبات ما بعد الحرب، وعلى رأسها إعادة إعمار القطاع، يعكس إدراك مصر لحجم التحديات المقبلة، خصوصًا ما يتعلق بتمكين السلطة الفلسطينية من استعادة دورها، باعتبار ذلك نواة للتهدئة الإقليمية، وخطوة لا بديل عنها لاستئناف عملية تفاوضية جدية تستند إلى قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
وثمن محسب استعداد مصر لاستضافة مؤتمر دولي بالقاهرة لإعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النار، باعتباره خطوة عملية تعبر عن التزام مصر بتحمل مسؤولياتها الإقليمية، وتحويل مواقفها السياسية إلى جهود على الأرض، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم هذه المبادرة بكل قوة، والتحرك العاجل لتوفير غطاء سياسي وإنساني يُعيد للفلسطينيين حقوقهم، وأهمها إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة.
وشدد النائب أيمن محسب على أنه “ما لم يتوقف العالم عن الكيل بمكيالين، ويتحرك بجدية لدعم الحل العادل والدائم، فإن الكارثة لن تتوقف عند حدود فلسطين، بل ستمتد إلى استقرار المنطقة بأسرها، ومصداقية النظام الدولي برمّته، ومصر ستظل صوت الضمير، وصاحبة المبادرة، والداعم الحقيقي للحق الفلسطيني في وجه آلة القتل وصمت العالم”.
اقرأ أيضاً: