دراسة تكشف العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حالات السرطان في 17 دولة.. تعرف على التفاصيل المثيرة

أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجود ارتباط وثيق بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الوفاة الناتجة عن سرطانات النساء في منطقة الشرق الأوسط، وقد قادت الدراسة الدكتورة وفاء أبو الخير مطرية، الباحثة البارزة بالمعهد، بالتعاون مع الدكتور سونغسو تشون، الأستاذ في المعهد الذي أجرى الدراسة الرصدية.

دراسة تكشف العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حالات السرطان في 17 دولة.. تعرف على التفاصيل المثيرة
دراسة تكشف العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حالات السرطان في 17 دولة.. تعرف على التفاصيل المثيرة

استندت الدراسة إلى تحليل بيانات تمتد لأكثر من 20 عاماً من 17 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشملت مصر والجزائر والبحرين وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة وفلسطين، حيث ركز فريق البحث على بيانات الوفيات الناتجة عن أربعة أنواع من سرطانات النساء، وهي سرطان الثدي والرحم والمبيض وعنق الرحم، وكشفت النتائج عن وجود علاقة واضحة بينها وبين ارتفاع درجات الحرارة.

أشارت مطرية إلى بعض العوامل التي تسهم في هذا الارتباط، حيث أوضحت أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى زيادة التعرض للملوثات وتؤثر على كفاءة الأنظمة الصحية، مما يسبب تأخيرًا في التشخيص والعلاج، كما قد تؤثر الحرارة على بنية الخلايا، وأضافت أن النساء أكثر عرضة لهذه التأثيرات نتيجة محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية والقيود الثقافية المتعلقة بسرطاني الثدي وعنق الرحم.

أكدت النتائج على ضرورة أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار عند وضع السياسات الصحية، حيث أبرزت الدراسة الحاجة الملحة لدمج استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ ضمن السياسات الصحية العامة للحد من انتشار السرطان ومعدلات الوفاة الناتجة عنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

في هذا السياق، شدّد تشون على أهمية السياسات المناخية الدولية، مشيرًا إلى أن اتفاق باريس يعد من أكثر الأطر وضوحًا في مواجهة ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة، وأكد أن تطبيق التوصيات الواردة في الاتفاق بما يتماشى مع ظروف كل دولة يعد أمرًا أساسيًا للحد من التغير المناخي، على الرغم من أن العديد من الدول لا تلتزم بتنفيذ هذه التوصيات.

كما سلطت الدراسة الضوء على التأثيرات الأوسع لتغير المناخ على الفئات الأكثر هشاشة، حيث أشار تشون إلى أن كبار السن والأطفال والنساء يواجهون تحديات خاصة في مراحل معينة، مثل فترات الحمل والولادة، لذلك من الضروري وضع برامج وسياسات واضحة تستهدف دعم هذه الفئات، لا سيما من خلال تعزيز نظام الرعاية الصحية.

أوضح الباحثان أن هذه الدراسة تمثل نقطة انطلاق لأبحاث مستقبلية، حيث أكدت مطرية أن الدراسة لا تزال أولية، لكنها تمثل بداية جيدة، بينما أضاف تشون أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في الإصابة بالسرطان، ونحن بحاجة إلى تصميم دراسات تجريبية أخرى تأخذ في الاعتبار ليس فقط البيئة المحيطة، بل أيضًا المستويات المجتمعية.

مع تزايد الاهتمام الذي تحظى به نتائج الدراسة في وسائل الإعلام العالمية، إلى جانب احتمالات الحصول على تمويل إضافي، يأمل كل من مطرية وتشون أن يسهم عملهما في تحفيز المزيد من الأبحاث الدولية التي تستكشف العلاقة بين تغير المناخ والصحة والنوع الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: