أصدرت وزارة الخارجية توضيحًا شاملًا للرد على “حملات تضليل ممنهجة” تستهدف دور مصر في دعم قطاع غزة، وأكدت أن معظم الاتهامات المتداولة هي “كذب وافتراء متعمد”.

اقرأ كمان: تغريدات مرشح عمدة نيويورك القديمة عن الإرهاب و”FBI” تثير جدلاً كبيراً بين المتابعين
ووصفت مصر الاتهامات المتداولة بأنها تفتقر إلى المصداقية وتبتعد عن الحقائق، وفيما يلي أبرز الادعاءات والردود عليها من وزارة الخارجية:
فيما يخص الادعاء بأن مصر أخفقت في تقديم المساعدات لقطاع غزة، أوضحت الخارجية أن مصر وفرت 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي دخلت غزة منذ بداية الحرب، كما نظمت مؤتمرًا وزاريًا دوليًا حول الاستجابة الإنسانية في غزة في ديسمبر 2024، بمشاركة أكثر من 100 وفد لدعم الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، واستقبلت المئات من المصابين والمرضى الفلسطينيين في مستشفياتها، وأعدت خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، وحشدت دعمًا دوليًا واسعًا لتنفيذها، وأشارت إلى أن التحديات التي تعيق نفاذ المساعدات تعود إلى الحصار الإسرائيلي الكامل المفروض على غزة.
أما بالنسبة للادعاء بأن معبر رفح هو معبر من طرف واحد تتحكم فيه مصر، فقد أوضحت الخارجية أن هذا ادعاء مزيف، حيث يتكون المعبر من بوابتين، واحدة على الجانب المصري وأخرى على الجانب الفلسطيني، ويفصل بينهما طريق، ولا يعد اجتياز البوابة المصرية عبورًا إلى داخل غزة، بل يتطلب ذلك النفاذ من البوابة الفلسطينية، وهو ما أصبح متعذرًا منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر ومنعه مرور الأفراد والشاحنات، إلى جانب استهدافه المتكرر للمنطقة عسكريًا.
وعن الادعاء بأن مصر أغلقت معبر رفح، شددت وزارة الخارجية على أن هذا الزعم باطل تمامًا، حيث لم يُغلق المعبر من الجانب المصري منذ اندلاع الحرب، وأكدت أن البوابة المصرية مفتوحة، لكن إغلاق البوابة الفلسطينية هو ما يحول دون دخول المساعدات، ورغم تخصيص المعبر لعبور الأفراد فقط، فقد تمكنت مصر من إدخال آلاف الشاحنات من خلاله لتسريع تقديم المساعدات.
وردًا على الادعاء بأن مصر تشارك في حصار غزة، أكدت الخارجية أن ذلك كذب متعمد، مشددة على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو من يحاصر القطاع بريًا وبحريًا وجويًا، ويسيطر على جميع المنافذ.
وفيما يتعلق بالادعاء بأن معبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة، أكدت مصر أن هذا غير صحيح، حيث توجد معابر أخرى مثل كرم أبو سالم وإيرز وصوفا وناحال عوز وكارني وكيسوفيم، وتسيطر إسرائيل عليها بالكامل، وأشارت إلى أن إسرائيل تعرقل دخول المساعدات الإنسانية من خلال جميع هذه المعابر، بما في ذلك الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ودعت إلى تحميل تل أبيب المسؤولية بدلًا من توجيه الاتهامات لمصر.
وفيما يخص الادعاء بأن مصر تمنع التضامن الشعبي مع غزة، ردت الخارجية بأن هذا ادعاء باطل، مؤكدة أنها نظمت وسهلت زيارات العديد من المواطنين ومسؤولي المنظمات الإنسانية إلى معبر رفح والعريش، إلى جانب كبار المسؤولين الدوليين مثل سكرتير عام الأمم المتحدة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ساهمت زيارته في تشكيل قرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية، وأوضحت أن تنظيم الزيارات التضامنية يتم وفق ضوابط أمنية نظرًا لقرب المنطقة من مناطق الحرب.
وفيما يتعلق بالادعاء بأن مصر تقاعست عن نصرة القضية الفلسطينية، وصفته الخارجية بأنه افتراء وكذب متعمد، مشددة على أنه لا توجد دولة قدمت جهودًا أو تضحيات للقضية الفلسطينية كما فعلت مصر، وأشارت إلى أنها لعبت دورًا رئيسيًا كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار التي نجحت في 19 يناير 2025، لكن إسرائيل تقاعست عن الوفاء بالتزاماتها، كما استضافت مصر قمة القاهرة للسلام في أكتوبر 2023 والقمة العربية الطارئة في مارس 2025، وأعدت خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة ساعدت في وقف مخططات التهجير.
وردًا على الادعاء بأن التظاهرات أمام السفارات المصرية تدعم القضية الفلسطينية، أكدت الخارجية أن العكس هو الصحيح، حيث إن هذه التظاهرات تسيء إلى الدور المصري التاريخي، وتخدم الاحتلال الإسرائيلي بإضعاف التضامن العربي وتشتيت الانتباه الدولي عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، كما تخلق فرقة بين الشعوب العربية.
وفي مواجهة الادعاء بأن مصر غير حريصة على إيقاف المجاعة في غزة، أوضحت الخارجية أن هذا الادعاء غير منطقي، حيث إن إدخال المساعدات ليس واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا وقانونيًا فحسب، بل يصب كذلك في تحقيق المصلحة الوطنية المصرية من خلال تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، ومنع تهجيره ومواجهة سيناريوهات “الوطن البديل” التي تستهدف تهجيره عبر التجويع.
مقال مقترح: أمن القليوبية يكشف تفاصيل فيديو مشاجرة مسلحة وأثر بنادق وطلقات على الشارع
واختتمت الوزارة بالرد على الادعاء بأن انتقاد الدور المصري يهدف إلى رفع المعاناة عن غزة، مشيرة إلى أن الحقيقة هي أن هناك محاولات متعمدة لتشويه دور مصر والتشكيك فيه بطريقة ممنهجة، بهدف تقويض هذا الدور، وإحباط الشعوب العربية، وإحداث انقسامات فيما بينها، وإضعاف الصمود الفلسطيني.