النيران تشتعل مجددًا في برخيل سوهاج.. اكتشف تفاصيل لغز الحرائق مع الصور والفيديوهات

سوهاج – نبأ العرب:

النيران تشتعل مجددًا في برخيل سوهاج.. اكتشف تفاصيل لغز الحرائق مع الصور والفيديوهات
النيران تشتعل مجددًا في برخيل سوهاج.. اكتشف تفاصيل لغز الحرائق مع الصور والفيديوهات

تشهد قرية برخيل التابعة لمركز البلينا في محافظة سوهاج تزايدًا ملحوظًا في الحرائق، مما أسفر عن خسائر مادية كبيرة، حيث أدت هذه الحرائق إلى احتراق أثاثات عشرات المنازل ونفوق أعداد كبيرة من الماشية والطيور، مما جعل بعض الأهالي يعتقدون بوجود قوى خفية أو “جن” وراء اشتعال هذه النيران المتكرر، لكن محافظ سوهاج وخبير بيئي قدما تفسيرات منطقية لهذه الظاهرة.

وفي هذا السياق، أوضح اللواء عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، أنه “لا يمكننا تحديد السبب الحقيقي للحريق في الوقت الحالي، فهذه أمور فنية تختص بها الجهات المعنية، والنيابة ما زالت تباشر التحقيقات في الواقعة، إلا أن من العلامات الظاهرة التي قد تكون سببًا في الحريق، أن منازل القرية تُبنى غالبًا بالطوب البسيط وتفتقر إلى الخرسانة المسلحة، بالإضافة إلى أن عادات الأهالي تتضمن تخزين مخلفات الزراعة والمواشي لإعادة استخدامها لاحقًا، ومع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، قد يتسبب ذلك في انبعاثات حرارية تؤدي إلى اشتعال الحرائق.

كما أضاف الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، في تصريح له، أن بقايا النخيل وقصب السكر والأشجار تعتبر مواد مساعدة للحرائق، حيث تتحول إلى حالة من التخمر عند وضع المياه عليها، مما ينتج عنه غاز الميثان الذي يشتعل تلقائيًا عند تعرضه للهواء، دون الحاجة إلى مصدر نار مباشر.

وأشار الخبير إلى أن الاشتعال الذاتي لمخلفات القمامة وبقايا المحاصيل الزراعية يمثل خطرًا كبيرًا، لذا من الضروري التخلص منها بشكل سليم، من خلال وضع الأشجار وبقايا المحاصيل على جوانب الترع، داعيًا رؤساء المجالس المحلية بالقرى لتحمل مسؤولياتهم في التخلص المنظم من بقايا الأشجار، مطالبًا في الوقت ذاته وزارة الري بالتعاون مع وزارة الزراعة لإعادة تدوير هذه المخلفات.

وفي سياق متصل، قام وفد من منطقة وعظ سوهاج بزيارة ميدانية للقرية، لدعم الأهالي نفسيًا ومعنويًا، وتقديم المواساة للأسر المتضررة، ومواجهة الشائعات التي انتشرت حول أسباب الحرائق، والتي أثارت حالة من البلبلة وسط الأهالي.

شملت جولة علماء الأزهر الاستماع إلى شهادات الأهالي وتوثيق المشاهدات الميدانية، حيث شدد أعضاء الوفد على أهمية الاحتكام إلى العلم وعدم الانسياق وراء التفسيرات الخرافية التي تغذي مشاعر الخوف وتفتح الباب لمزيد من القلق الجماعي.

لم تكن حرائق برخيل الأولى من نوعها في سوهاج، ففي عام 2004، اندلعت حرائق في نجوع برديس، ورافقتها روايات شعبية عن “طيور مشتعلة تحط على أسطح المنازل”، ورغم تباين التفسيرات بين الأساطير ومحاولة إيجاد سبب علمي كتطاير شرر من أبراج الحمام، أكدت جهات التحقيق أن “ماسًا كهربائيًا” كان السبب، لكن هذا التفسير لم يقنع الأهالي، خاصة بعد نشوب حرائق في منازل أخرى لم تكن وصلت إليها الكهرباء بعد.

عاد شبح الحرائق ليضرب بقوة أكبر في عام 2017، وهذه المرة في قرية السلماني، حيث تحول أكثر من 30 منزلًا إلى رماد، وقدرت الخسائر بمليون جنيه، ولم تكن الخسائر مادية فحسب، بل إنسانية بامتياز، فقد التهمت النيران جهاز عروس قبل زفافها بأيام، ورغم تأكيد رئيس المجلس المحلي أن السبب يعود إلى “تطاير شرر من الأفران الطينية”، إلا أن الروايات الشعبية المرتبطة بالحرائق إلى “الجن” استمرت، حيث رد الأهالي بأن “حرائق الجن لا تطفئها المياه”.

وهكذا، استمرت هذه الظاهرة بشكل شبه سنوي، حيث تهدأ في قرية لتشتعل في أخرى، وتتطاير الروايات الخرافية مع ألسنة اللهب.

https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=476&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FMasrawy%2Fvideos%2F747544474532360%2F&show_text=false&width=267&t=0" style="border: none; overflow: hidden;" allowfullscreen="allowfullscreen" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" width="267" height="476" scrolling="no" frameborder="0