عندما أغلقت المستشفيات في الأرجنتين أبوابها أمام أسطورة التانجو دييجو مارادونا، استقبله الزعيم الثوري الكوبي فيدل كاسترو، حيث نشأت بينهما صداقة غير تقليدية تجمع بين لاعب يعاني من إدمان المخدرات وثوري مثقف.

مواضيع مشابهة: احتفال حسام عبد المجيد بعيد ميلاد خطيبته في 7 صور مميزة ومؤثرة
يمتلك مارادونا وشمين على ذراعه وساقه اليسرى، الأول لتخليد إرنستو “تشي” جيفارا، الذي أثر في نضاله بسبب البيئة التي نشأ فيها، والثاني هو تكريم لكاسترو الذي منحه فرصة جديدة للحياة وحماه من مصير المدمنين في الشوارع.
مواضيع مشابهة: الهلال يتعادل مع فلومينينسي 1-1 واحتجاجات على ركلة جزاء في المباراة المثيرة
كان كاسترو زعيمًا لكوبا منذ ثورة عام 1959 وحتى تقاعده عام 2008، وفي عام 1986 بعد فوز الأرجنتين بكأس العالم بفضل مارادونا، زار الأخير كوبا لأول مرة، حيث التقيا وتبادلا أطراف الحديث، وأهدى مارادونا كاسترو قميصه رقم 10.
وبعد حوالي 14 عامًا، تجدد اللقاء، لكن هذه المرة لم يكن مارادونا بطلاً، بل كان معتزلًا يعاني من إدمان الكحول والمخدرات، ومطرودًا من نابولي بعد فشله في اختبار المنشطات.
عرض كاسترو على أسطورة كرة القدم استخدام عيادة لا بيدريرا في كوبا لعلاج مشاكله، وبالفعل قضى الأرجنتيني أربع سنوات في كوبا لعلاج إدمانه، وكان فيدل يزور مارادونا صباحًا للحديث عن الرياضة والسياسة، ويشجعه على التعافي.
واعترف مارادونا بأن تدخل فيدل أنقذ حياته، ووصفه كاسترو بأنه “صديق عظيم ونبيل للغاية، ولا شك أنه رياضي رائع، وقد حافظ على صداقته مع كوبا دون أي مكاسب مادية”.
وعندما توفي كاسترو في 25 نوفمبر 2016، قال مارادونا: “كان بمثابة أبي الثاني لي، لقد فتح لي أبواب كوبا عندما كانت الأرجنتين تُغلقها، وكان يتصل بي كثيرًا في الصباح الباكر للحديث عن السياسة أو الرياضة، وتشجيعي على المضي قدمًا نحو التعافي الكامل”، وأضاف باكياً: “قال إنني أستطيع فعلها، وفعلتها، وها أنا ذا أتحدث عنه، هذه أفضل ذكرى لي عنه”
وفي نفس اليوم 25 نوفمبر بعد أربع سنوات في عام 2020، لحِق مارادونا برفيقه الذي وشم صورته على ساقه، ليرحل أسطورة الأرجنتين، وبعد عامين، يحقق منتخب بلاده لقب كأس العالم الغائب منذ 36 عامًا، منذ اللقاء الأول مع صديقه.