اكتشف الأسباب وراء ارتفاع سهم “فاليو” بنسبة 850% بينما ظل سهم “بنيان” دون تغيير ملحوظ

في مفارقة مثيرة، شهد سهم شركة “ڤاليو” للتمويل الاستهلاكي ارتفاعًا استثنائيًا تجاوز 850% في أول يوم تداول له في البورصة المصرية، بينما اكتفى سهم شركة “بنيان للتنمية والتجارة” بزيادة هامشية لم تتجاوز 0.2%، مما أثار تساؤلات عديدة حول الفجوة الكبيرة في أداء السهمين، وأجمع خبراء أسواق المال على أن هذا التباين لا يرتبط فقط بظروف السوق، بل يتأثر بعدة عوامل جوهرية تتعلق بكيفية الطرح والتسعير والترويج.

اكتشف الأسباب وراء ارتفاع سهم “فاليو” بنسبة 850% بينما ظل سهم “بنيان” دون تغيير ملحوظ
اكتشف الأسباب وراء ارتفاع سهم “فاليو” بنسبة 850% بينما ظل سهم “بنيان” دون تغيير ملحوظ

ذكرت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال، عند مقارنة سهم “بنيان” بسهم “فاليو” الذي حقق ارتفاعًا يتجاوز 800% في أول جلسة تداول، أن الفرق لا يتعلق فقط بظروف السوق، بل بمنهجية الطرح ومديريه، وأوضحت أن سهم “بنيان” لا يزال يتحرك في نطاق هبوطي منذ إدراجه، في ظل عزوف المستثمرين عن الشراء، رغم أن الطرح تم تغطيته أكثر من مرة.

أغلق سهم “بنيان” للتنمية والتجارة محققًا هبوطًا بنحو 1.06%، ليسجل 4.67 جنيه مقارنة بـ 4.72 جنيه سعر الفتح، وفسرت رمسيس ذلك بقولها: “المفارقة أن المتعاملين الذين ضغطوا للاكتتاب بقوة، لم يعودوا لشراء السهم عند المستويات الحالية، ما يطرح سؤالًا عن نية الكثير منهم: هل دخلوا فقط لتحقيق مكاسب سريعة من فرق سعر الاكتتاب ثم الخروج؟”

وأوضح هيثم عبد السميع، رئيس قسم التحليل الفني بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية، أن “بنيان” طرحت بسعر قريب من تقييمها العادل، وهو ما لم يمنح المستثمرين الحافز الكافي للشراء، وأضاف أن الخطأ الشائع هو الطرح عند أقصى تقييم ممكن، موضحًا أن الأفضل دائمًا هو ترك هامش ربح مغري يدفع السوق للدخول، كما حدث في طروحات سابقة حققت طفرات بسبب التسعير الجاذب.

واصل عبد السميع قائلاً: “ما حدث في “فاليو” هو المثال الأوضح، حيث قدرت الشركة بأقل من قيمتها السوقية، وتم توزيع أسهمها بقيمة دفترية زهيدة، مما شجع المستثمرين ودفع السهم لتحقيق صعود تاريخي في أولى جلساته”.

من جانبه، قال محمد كمال، عضو شعبة الأوراق المالية بالاتحاد المصري للغرف التجارية، إن المقارنة بين “بنيان” و”فاليو” تعد غير منطقية من حيث القفزات السعرية القوية فور طرحه، مشددًا على أن ظروف الشركتين مختلفة تمامًا، ولا يجوز القياس بينهما، وأوضح أن طرح سهم “فاليو” تم في بيئة أكثر احترافية، وكان مدعومًا بتمويل مسبق من الشركة الأم، إلى جانب خطة تسويق قوية.

وأشار كمال إلى أن طرح “بنيان” لم يحظ بنفس القدر من الترويج أو الدعم المؤسسي، وهو ما انعكس على أدائه في السوق، داعيًا إلى ضرورة إعادة النظر في آليات تقييم وتسعير الشركات قبل الطرح، معتبرًا أن نجاح أي اكتتاب يعتمد على فهم عميق لمتطلبات السوق وتوجهات المستثمرين.

اقرأ أيضًا :