كيبيك – (أ ش أ).

مقال مقترح: احجز شقتك الآن.. اكتشف 11 صورة رائعة لشقق الإسكان المتوسط في سكن لكل المصريين 7
أفاد خبراء دوليون في مجال الطيران بأن الاضطرابات الجوية تزداد بشكل ملحوظ، خاصة مع ازدياد حدتها نتيجة تغير المناخ، مما يحتم على قطاع الطيران تحسين تصميم الطائرات وأنظمة الرادار بشكل أكبر.
وذكر “راديو كندا” اليوم الأحد أن اضطرابًا هوائيًا كبيرًا أدى إلى هبوط طائرة تابعة لشركة دلتا للطيران، المتجهة إلى أمستردام، بشكل اضطراري في مطار “مينيابوليس-سانت بول”، مما أسفر عن نقل 25 شخصًا إلى المستشفى الأربعاء الماضي.
من جانبه، أكد “مهران إبراهيمي” مدير مرصد علوم الطيران والطيران المدني في جامعة “كيبيك” بمونتريال أن عدد هذه الاضطرابات في تزايد مستمر مع تغير المناخ.
وأوضح “إبراهيمي” أن الطيارين ومراقبي الحركة الجوية قد لا يرون هذه الاضطرابات على شاشاتهم، مما يزيد من خطورة الوضع، مشيرًا إلى ضرورة رفع معايير البناء بسبب زيادة حدة الاضطرابات الهوائية، وأن هذه القضية ستصبح أكثر أهمية في المستقبل.
وأضاف أن تحسينات التصميم قد تتطلب إعادة تصميم المساحات الداخلية للطائرات وتغيير النسب المستخدمة لتعزيز قدرة هيكل الطائرة على التحمل، موضحًا أن الاضطرابات الهوائية تكبد شركات الطيران تكاليف إضافية بسبب الأضرار وزيادة استهلاك الوقود.
في حالة حدوث اضطرابات هوائية، يتعين على الطيارين تقليل السرعة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الكيروسين، وأحيانًا يضطرون للدوران حول المنطقة، مما يزيد من استهلاك الوقود أيضًا.
وتقوم صناعة الطيران بدراسة سبل تحسين أنظمة الرادار لتكون قادرة على اكتشاف الاضطرابات في الهواء الصافي.
وأكد مدير مرصد الطيران المدني أن الاضطرابات الهوائية ليست خطيرة بحد ذاتها، فالطائرات مصممة لتحملها، ورغم أنها مزعجة ومخيفة، إلا أنها ليست مميتة، ولم تسجل أي حوادث تحطم طائرات تاريخيًا بسبب الاضطرابات الهوائية.
وفي سياق متصل، أفادت “ناف كندا” بأن اضطرابات الهواء الصافي ترتبط بالتغيرات السريعة في سرعة الرياح.
اقرأ كمان: ضبط قضايا غسل أموال بقيمة 210 ملايين جنيه في مصر
بدوره، صرح “جان لابوانت” الطيار المتقاعد وخبير الطيران المدني بأن الكتل الهوائية الدافئة والباردة ستتداخل بشكل متكرر بسبب تغير المناخ، مما يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في الطقس الصافي.
وتتطلب الزيادة في عدد الاضطرابات الهوائية مراجعة تصميم الطائرات من قبل العاملين في قطاع الطيران.
بين عامي 1979 و2020، ارتفع عدد حوادث الاضطرابات الجوية الشديدة بنسبة 55% فوق شمال الأطلسي، وفقًا لدراسة بريطانية، ورغم أن الاضطرابات الجوية لا تشكل خطر تصادم، إلا أنها قد تسبب إصابات.
في مايو 2024، توفي شخص واحد وأصيب 30 آخرون على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية بسبب اضطرابات شديدة أثناء رحلتها من لندن إلى سنغافورة، مما اضطرها للهبوط اضطراريًا في بانكوك.
يُذكر أن الاضطرابات الجوية هي تغير في تيارات الهواء تؤثر على استقرار الطائرة، وقد تحدث نتيجة العواصف الرعدية أو حركة الهواء حول الجبال أو الجبهات الهوائية أو التيارات النفاثة، وهي رياح قوية تدور حول الأرض عند خطوط عرض معينة.
بعض أنواع الاضطرابات الجوية يمكن رصدها على الرادار، مما يسمح للطيارين بتجنبها أو تقليل تأثيرها، ولكن هناك أنواع أخرى لا يمكن رصدها، وهي ما يُعرف باضطرابات الهواء الصافي.
يتعرض أفراد الطاقم أيضًا لمخاطر أكبر أثناء الاضطرابات الهوائية، ففي الولايات المتحدة، أصيب 207 أشخاص بإصابات خطيرة بسبب الاضطرابات العنيفة منذ عام 2009، وكان ثلاثة أرباعهم من أفراد الطاقم.
في جميع الحوادث التي أصيب فيها عدة أشخاص، لم يكن المصابون هم من كانوا جالسين ومربوطين بأحزمة الأمان، بل المتجولون في المقصورة، وخاصة مضيفات الطيران، والرسالة الأهم هي البقاء جالسا مع ربط حزام الأمان بشكل صحيح، حيث أن خطر الإصابة يكون صفر تقريبًا في هذه الحالة.