اكتشافات مذهلة في أعماق الإسكندرية.. مدينة غارقة تحت البحر تكشف أسرارها! (صور)

الإسكندرية – مختار صالح:

اكتشافات مذهلة في أعماق الإسكندرية.. مدينة غارقة تحت البحر تكشف أسرارها! (صور)
اكتشافات مذهلة في أعماق الإسكندرية.. مدينة غارقة تحت البحر تكشف أسرارها! (صور)

تحت مياه خليج أبو قير الهادئة، وعلى عمق يقارب 10 أمتار، ترقد واحدة من أعظم المدن الأثرية التي عرفها البحر المتوسط، مدينة غارقة تحيط بها الأساطير وتغري الغواصين والباحثين والمستكشفين من جميع أنحاء العالم.

إنها مدينة هرقليون (ثونيس)، التي تضم قصر الملكة كليوباترا، والمعبد الكبير للإله آمون، وتماثيل عملاقة، وسفنًا غارقة، وأسرارًا لم تُكشف بعد.

– الاكتشاف بالصدفة.. وجه يطل من أعماق البحر

بدأت القصة في أوائل التسعينيات، حين لاحظ غواصون محليون وجود شكل غريب يبرز من قاع البحر قبالة سواحل أبو قير، فتم استدعاء عالم الآثار الفرنسي الشهير فرانك جوديو، الذي قاد رحلة استكشافية عام 1992 كشفت عن مفاجأة مذهلة: مدينة كاملة ترقد تحت المياه، بموانئها ومعابدها وتماثيلها وسفنها!

– هرقليون.. ميناء البطالمة المفقود

المدينة الغارقة التي تُعرف باسم هرقليون بُنيت فوق مدينة مصرية أقدم تُدعى ثونيس، وكانت واحدة من أهم الموانئ المصرية في العصور البطلمية، أي قبل أكثر من ألفي عام.

وفي أعماق البحر، تم العثور على:

– أكثر من 60 سفينة غارقة.

– 700 مرسى بحري.

– تماثيل حجرية ضخمة يتجاوز بعضها ارتفاع 5 أمتار.

– أرضيات رخامية ومبانٍ دينية ملكية.

– عملات ذهبية ومجوهرات نادرة.

* قصر كليوباترا.. بين الحقيقة والأسطورة

في قلب المدينة الغارقة، يقبع ما يُعتقد أنه قصر الملكة كليوباترا، آخر ملوك البطالمة، والذي يُقال إنها كانت تُقيم فيه احتفالاتها الملكية وتستقبل مبعوثي الإمبراطوريات.

قصرها المحاط بالتماثيل والبحيرات كان ضمن شبكة من المباني المهيبة التي ضمها الخليج، والتي تدمرت وغرقت في أعماق البحر نتيجة كارثة لم يُكشف سرها بعد.

* لماذا غرقت المدينة؟

حتى اليوم، لا يزال السبب الحقيقي وراء غرق المدينة مجهولًا، هل كان زلزالًا عنيفًا أطاح بأساساتها؟ أم فيضانًا بحريًا اجتاح الساحل فجأة؟

رغم تضارب الروايات، فإن ما عُثر عليه من نقوش نادرة ومخطوطات ومشغولات ذهبية يوحي بأن المدينة كانت في قمة الازدهار قبل اختفائها المفاجئ.

* هل لأسد الدوري الإنجليزي علاقة بها؟

من بين الأساطير المتداولة، يربط البعض بين أسد قصر كليوباترا وبين الأسد المستخدم حاليًا في شعار الدوري الإنجليزي الممتاز، في إشارة إلى تمثال يُقال إنه كان يحرس القصر الغارق.

ورغم جاذبية القصة، لا يوجد حتى الآن دليل أثري مؤكد يربط بين التمثالين، لكن الفرضية وحدها تضيف بعدًا أسطوريًا جديدًا للمدينة المفقودة.

– ماذا يمكنك أن ترى عند زيارتك للإسكندرية؟

إذا زرت الإسكندرية، خاصة منطقة أبو قير والميناء الشرقي، يمكنك القيام برحلات غوص استكشافية، أو زيارة متحف الإسكندرية القومي الذي يضم مقتنيات تم استخراجها من المدينة الغارقة، بما في ذلك: تماثيل ضخمة للإله سيرابيس وكليوباترا، أدوات وأوانٍ ملكية، خرائط توضح موقع المدينة تحت البحر

– كنز تحت الماء ينتظر من يكتشفه

رغم مرور أكثر من 30 عامًا على اكتشافها، لا تزال مدينة هرقليون تحتفظ بجزء كبير من أسرارها في أعماق البحر.

هي ليست مجرد موقع أثري، بل كنز تاريخي وإنساني يُعيد رسم ملامح حضارة كانت يومًا ما منارة على ضفاف المتوسط.

رحلات البحث مستمرة، والأسئلة ما زالت مطروحة: ما الذي أخفى تلك المدينة بهذه الطريقة؟ وهل لا يزال قصر كليوباترا يحتفظ بكنوزه الحقيقية في أعماق البحر؟