كيف ستؤثر زيادة إنتاج أوبك+ في سبتمبر على أسعار النفط؟ تحليل من خبراء الصناعة

في خطوة جديدة، قرر تحالف “أوبك+” في اجتماعه الأخير زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من سبتمبر المقبل، وذلك للمرة الرابعة على التوالي، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على أسعار النفط العالمية في الفترة المقبلة.

كيف ستؤثر زيادة إنتاج أوبك+ في سبتمبر على أسعار النفط؟ تحليل من خبراء الصناعة
كيف ستؤثر زيادة إنتاج أوبك+ في سبتمبر على أسعار النفط؟ تحليل من خبراء الصناعة

قرار أوبك+ يعكس تحسن الطلب ولن يؤثر بقوة على الأسعار

أوضح الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، لـ”نبأ العرب”، أن قرار أوبك+ لن يكون له تأثير كبير على الأسعار، حيث جاء هذا القرار بناءً على توقعات بتحسن الطلب العالمي، نتيجة تراجع تأثير الرسوم الجمركية، وأشار إلى أن الطلب على الطاقة يشهد تحسنًا ملحوظًا، خاصة مع زيادة نشاط المصانع وحركة النقل، ورأت أوبك+ أن الوقت مناسب لزيادة الإنتاج تدريجيًا، خاصة مع التوقعات الإيجابية لنمو الاقتصاد العالمي، مما يعني أن القرار جاء استجابة لتطورات إيجابية.

كما أشار إلى أن تأثير القرار على أسعار النفط كان محدودًا حتى الآن، حيث تراجع سعر خام برنت من 69.7 إلى 68.1 دولار، مما يؤكد أن السوق استوعب القرار دون رد فعل عنيف، وتوقع أن تتراوح أسعار النفط خلال الفترة المقبلة بين 60 و75 دولارًا للبرميل، مع احتمال وصولها إلى 80 دولارًا في حال حدوث أي أزمات أو توترات جيوسياسية.

كما أوضح معطي أن هناك عاملاً سياسيًا يتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى لتحقيق وعود بتوفير بنزين رخيص وطاقة نظيفة، ولذلك يعمل على زيادة إنتاج النفط الأمريكي لضبط الأسعار، وهو ما تجلى في اتفاقيات التوريد التي أبرمها مع الاتحاد الأوروبي.

زيادة الإنتاج تحسبًا لتوترات جيوسياسية

أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن الأسعار الحالية تتراوح بين 71.8 دولار لبرميل خام برنت و68.3 دولار لخام غرب تكساس، مشيرًا إلى أن تحركات أوبك+ جاءت بعد استقرار نسبي في السوق وطلب مستقر، وأضاف القليوبي لـ “نبأ العرب” أن زيادة الإنتاج جاءت تحسبًا لأي تطورات قد تؤثر على حركة الشحن النفطي، خاصة في ظل التوترات الأخيرة بسبب الحرب الإسرائيلية مع إيران، مما دفع التحالف لزيادة الإمدادات بنحو مليون برميل كنوع من الوقاية.

وأشار إلى أن الاجتماع الأخير لأوبك+ حافظ على فائض قدره مليون برميل يوميًا، ومع ذلك ظل السوق مستقرًا نتيجة وجود تعاقدات طويلة الأجل وامتصاص تدريجي للمعروض الإضافي، مضيفًا أن شهر أغسطس سيكون فترة “جس نبض” للسوق قبل الاجتماع المقبل في 7 سبتمبر.

وأكد القليوبي أن التحالف قد يتجه مجددًا إلى خفض الإنتاج إذا ظهرت زيادة كبيرة في إمدادات ما يسمى بـ”أوبك الظل”، وهي الدول أو الشركات المنتجة من خارج التحالف، والتي قد تضخ ما يصل إلى 1.5 مليون برميل إضافي خلال الفترة المقبلة، مما قد يؤدي إلى هبوط الأسعار إلى 65 دولارًا للبرميل.

التحالف يسعى للحفاظ على ربحية متوازنة مع تحسن الطلب

أوضح الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن التحالف يسعى من خلال هذا القرار للحفاظ على مستويات ربحية مناسبة، حيث أن بقاء الأسعار مرتفعة جدًا مع وجود توترات سياسية قد يؤثر سلبًا على المبيعات، وأضاف الإدريسي لـ”نبأ العرب” أن الزيادة الأخيرة تستهدف الحفاظ على التوازن في السوق، وزيادة المعروض في ظل تحسن الطلب مؤخرًا بفعل ارتفاع درجات الحرارة، لكن مع دخول فصل الخريف وتراجع درجات الحرارة، قد ينخفض الطلب مجددًا، مما قد يخلق فائضًا بسيطًا في السوق.

واتفق الخبراء الثلاثة على أن تأثير القرار على السوق المصري يعتمد بشكل كبير على استقرار سعر الصرف، فإذا استمر الجنيه في التحسن، قد لا تشهد أسعار المواد البترولية زيادات كبيرة.