بي بي سي.

مقال له علاقة: احصل على تفاصيل الطقس للأيام الستة القادمة مع نشاط رياح وحرارة مرتفعة
التقت سيدة غزاوية بصدفة غير متوقعة مع ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، حيث شاركت معه معاناة النساء في غزة للحصول على المساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، مما جعلها محور اهتمام واسع وحديث منصات التواصل الاجتماعي، البعض يعتبرها “سفيرة كل نساء غزة” بينما يتهمها آخرون بالخيانة، ولكن كل هذا لا يعني شيئًا بالنسبة لسلوان الدويك، ما يهمها هو الوفاء بالوعد الذي قطعه ويتكوف لها.
فما هو هذا الوعد؟ وما هي كواليس المقابلة؟
بدأت السيدة الغزية حديثها لبرنامج يوميات الشرق الأوسط المذاع عبر راديو بي بي سي بقولها: “أنا سلوان مثل كل امرأة وأم في قطاع غزة، أركض يومياً مسافة 30 كيلومتراً للحصول على طعام، ابني مصاب في ذراعه وزوجي يعاني من مرض غضروف لا يستطيع معه الركض أو المزاحمة، لذا خرجت لأحضر طعاماً لهما، توجهت إلى نقطة توزيع المساعدات الأمريكية كي نبقى على قيد الحياة”.
أضافت: “أخرجُ لنقطة المساعدات الأمريكية وأنا لا أعلم إن كنت سأعود لأسرتي أم لا، الرحلة محفوفة بالمخاطر، فالعالم يعرف أن الناس تموت يومياً أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، ونتعرض للقصف وإطلاق النار، ومع ذلك أغامر وأتحمل المعاناة، ولكنني أعود في كثير من الأحيان خائبة الأمل، حيث لا أجد شيئًا أحضره لأسرتي، ويخبرونني أن المساعدات نفدت، فأرجع لأجر أذيال الخيبة وأعيد رحلة المخاطرة في اليوم التالي”.
وفي يوم بدا عادياً، وقفت للحصول على أي شيء نأكله، وفجأة اقتحمت سيارة المكان بسرعة، وطلب ضابط منا أن نتراجع لأن ويتكوف سيصل، فامتثلت كباقي النساء ووقفت أراقب الزائر المهم الذي يفسحون له الطريق، لم أكن أعلم من هو ويتكوف في ذلك الوقت.
بعد دقائق، جاء ضابط وطلب مني أن أرافقه للقاء ويتكوف، حيث أراد المبعوث معرفة المزيد عن معاناة النساء في غزة، وأخبرني أن حقيبتي ستخضع للتفتيش لأسباب أمنية، فوافقت على ذلك، عسى أن ينجح المسؤول الكبير في حل مشكلة الحصول على المساعدات الإنسانية، شعرت أنني أمثل كل أمهات غزة، فلم أتردد أبداً.
“لأنني لا أتحدث الإنجليزية، كان هناك مترجم يشرح لي ما يقوله ويتكوف ويعيد لي شرح إجابتي، سألني عن اسمي وعن أسرتي، ثم طلب مني أن أنقل له معاناة النساء في غزة للحصول على المساعدات، فشرحت له كل شيء، الجوع والركض وخطر الموت ثم العودة بلا شيء، وطلبت منه تخصيص يومين لتوزيع المساعدات على النساء أسبوعياً”، تضيف سلوان حريك.
وعن ردة فعل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط على طلبها، قالت: “عندما جاء للزيارة، كان كل شيء معداً مسبقاً، لم يرَ كيف ننحني لنجمع ما سقط من الطحين، كان يظن أن المساعدات تصلنا بطريقة آدمية، وأن كل امرأة تحصل على طرد مساعدات ثم تعود بأمان وسهولة، لكنني أخبرته الحقيقة، فبدت على وجهه ملامح الاستياء، ووعد بأن ينظر في الأمر ويخصص يومين أسبوعياً لتسليم المساعدات للنساء”.
مقال مقترح: السيد القصير يؤكد أن انتخابات الشيوخ تعزز الديمقراطية والتعددية كاستحقاق دستوري مهم
واختتمت قائلة: “مرت ثلاثة أيام على هذه الزيارة، ومع ذلك لم يتغير أي شيء في آلية حصولنا على المساعدات، ومنذ ذلك الحين لم أنجح في الحصول على أي مساعدات إنسانية، ولا أعلم هل ما زال هناك أمل في أن يفي ويتكوف بوعده لي؟!”