مع تصاعد التصريحات المتبادلة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، برز تصريح يثير الريبة، حيث اتهم خبير إيراني في الموارد المائية واشنطن وتل أبيب بـ”سحب السُحب” بعيدًا عن إيران، مما يزيد من حالة الجفاف في البلاد.

مواضيع مشابهة: استعادة وحدتك السكنية بعد انتهاء عقد الإيجار القديم.. خطوات هامة للإخلاء الإجباري غير القابل للطعن
وخلال مقابلة على قناة “ميمري” التابعة لمعهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط، قال العالم الإيراني محسن أربابيان إن واشنطن وتل أبيب، اللتين تدّعيان قدرتهما على إحداث الجفاف وتعاديان طهران، قد عملتا على ذلك خلال الأربعين عامًا الماضية.
وأشار أربابيان إلى أن صور الأقمار الاصطناعية تُظهر كيف تتحرك السحب من مداراتها، مستشهدًا بامتلاء بحيرة فان التركية بينما جفت بحيرة أرومية الإيرانية، موضحًا أن السحب القادمة من البحر المتوسط كان من المفترض أن تدخل السماء الإيرانية، لكن ذلك لا يحدث، حيث تتحرك تدريجيًا نحو تركيا وأذربيجان وأرمينيا.
ليس الاتهام الأول
رغم أن اتهامات الخبير الإيراني غير مثبتة، إلا أنها ليست سابقة في مسألة سرقة السحب أو جعلها “عقيمة”، ففي عام 2012 اتهم الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد من وصفهم بـ”الأعداء” بتحويل حصة بلاده من السحب الممطرة، لإحلال الجفاف في دولته.
لكن نظرية المؤامرة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تحدث العميد غلام رضا جلالي، رئيس منظمة الدفاع المدني الإيرانية، في عام 2018 عن “تدخلات خارجية تهدف لتغيير الظروف المناخية”، موجّهًا اتهاماته إلى إسرائيل ودولة إقليمية لم يُسمّها بالتعاون لتعقيم السحب الإيرانية.
تحذيرات من “الاستهلاك”
وقبل أسبوع، حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من الإفراط في استهلاك المياه التي لا يمكن للبلاد تحمّلها، مما يهدد بوضعها في مواجهة نقص حاد في المياه بحلول سبتمبر أو أكتوبر المقبل، وفق وكالة “تسنيم” للأنباء.
تمثل أزمة المياه إشكالًا كبيرًا للسلطات الإيرانية، إذ تستلزم إصلاحات كبيرة ومعقدة، حيث يستهلك القطاع الزراعي وحده ما يصل إلى 80% من استهلاك المياه في البلاد، وخلال عام 2021 اندلعت مظاهرات احتجاجًا على نقص المياه بجنوب غرب البلاد.
ومع استمرار حالة الاستهلاك المفرط للمياه، يواجه المسؤولون في إيران تحديًا كبيرًا في إدارة الموارد المائية، حيث يقول رئيس شركة المياه والصرف الصحي في إقليم طهران، محسن أردكاني، إن 70% من سكان العاصمة الإيرانية يتخطون الحد القياسي للاستهلاك الذي يبلغ 130 لترا في اليوم الواحد، وفق وكالة “مهر”.
بدورها، أشارت مديرة منظمة حماية البيئة في إيران، شينا أنصاري، إلى أن بلادها واجهت ظروف الجفاف خلال السنوات الخمس الماضية، حيث رصدت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية تراجعًا بنسبة 40% من هطول الأمطار على مدار 4 أشهر مقارنة بالمتوسط على المدى الطويل.
وأرجعت شينا في تصريحات إعلامية، ندرة المياه والمشكلات البيئية في إيران إلى إهمال التنمية المستدامة، وأكد مسؤولون إيرانيون أن إمدادات المياه الصالحة للشرب باتت مهددة، حيث انخفضت كميات المياه المحتجزة في السدود المغذية لطهران إلى حوالي نصف ما كانت عليه قبل عام، والتي يعتمد عليها نحو 14.5 مليون نسمة.
وأوضح المسؤولون أن العاصمة الإيرانية تشهد أسوأ جفاف منذ قرون، بعد أن تأثرت احتياطيات المياه على مدار سنوات بالجفاف وتراجع معدل هطول الأمطار إلى أدنى مستوى على الإطلاق، وفق وكالة “إرنا”.
على ضوء ذلك، قُطعت إمدادات المياه عن أحواض السباحة في أرجاء المنطقة، بحسب “إرنا”، حيث صرّح عباس علي آبادي، وزير الطاقة الإيراني، بأن كافة المحافظات الإيرانية الـ31 عدا محافظة واحدة، تواجه ضغطًا مائيًا، نتيجة موجات الجفاف المتتالية التي سببت ضغوطًا على البنية التحتية التي تعاني في الأساس.
مقال مقترح: أب يقتل ابنته ضربًا في الشرقية بسبب خلافات أسرية مؤلمة
وأعرب علي آبادي عن أمله في أن تتحسن الظروف وعدم الاضطرار إلى ترشيد المياه، وفق وكالة “مهر”.