بينما كان رجل في الستين من عمره في طريقه لأداء صلاة الفجر، لفت انتباهه صوت بكاء خافت، فتوقف ليتفقد الأمر، وعندما اقترب من كرتونة موضوعة بجوار سور أحد المساجد في قرية أطفيح جنوب الجيزة، تفاجأ بوجود طفل رضيع بداخلها، لا يزال يحمل الحبل السري، وملفوف في جلباب نسائي، مما أثار قلقه وحماسه لمساعدته.

مقال له علاقة: تطورات جديدة في قضية “كلب” الشيخ زايد وقرار النيابة حول الفنانة زينة
بسرعة، قام الرجل بإبلاغ الشرطة، التي حضرت على الفور، ونقلت الطفل إلى إحدى دور الرعاية الطبية لتقديم الإسعافات اللازمة، حيث كانت حالته تستدعي العناية العاجلة.
بدأت أجهزة الأمن في إجراء تحريات موسعة لفك لغز هذه الواقعة الغريبة، حيث تحركت فرق البحث الجنائي بقيادة العميد محمد الصغير لفحص كاميرات المراقبة المحيطة بالمسجد، لتظهر اللقطة الحاسمة سائق ميكروباص يترجل من السيارة في ظلام الليل، يضع الكرتونة، ثم يفر سريعًا دون أن يلتفت.
وبعد فترة وجيزة، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية المتهم، حيث تبين أنه “شريف.م”، 41 عامًا، سائق ميكروباص من المنطقة، وتم القبض عليه، واعترف بأن الطفل هو ابنه الشرعي من زوجته الحالية، لكن العلاقة لم تكن تقليدية.
تعود تفاصيل القصة إلى علاقة غير شرعية جمعته بفتاة في بداية العشرينات، حيث حملت منه، وكان أمامه خيار الزواج السريع بها بعد طلاقها من زوجها السابق، ليغطي على آثار الخطيئة، لكن مع اقتراب لحظة الولادة، دبّ الخوف في قلبيهما، حيث خشيا من أن تفضح التواريخ، ويكتشف الآخرون السر، فقررا التخلص من الطفل بعد ولادته مباشرة، ووضعوه في كرتونة أمام المسجد في جنح الليل، على أمل ألا يراهم أحد.
مقال له علاقة: جامعة حلوان تستضيف نائب رئيس جامعة ديموقريطوس اليونانية لتعزيز التعاون الأكاديمي الدولي
عندما واجهت النيابة الأم، حاولت تبرير الجريمة بأنها كانت مضطرة، وأنها “ما كانتش عايزة كده”، لكنها اعترفت بأنها قررت التخلص من الطفل فور ولادته، خشية أن يكتشف المقربون حقيقة التوقيت، ويعلموا أن الحمل سبق الزواج.
حرر محضر بالواقعة، وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الأمر، حيث أصدرت قرارًا بحبسهما على ذمة القضية، مع التحفظ على كاميرات المراقبة، وإيداع الطفل في دار رعاية صحية ونفسية تابعة للدولة، لتوفير الرعاية اللازمة له.