الشرقية – ياسمين عزت:

ممكن يعجبك: العمليات النوعية للحوثيين: ثلاث هجمات مفاجئة تستهدف أهداف إسرائيلية
خيم الحزن على قرية الروزاقية التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، حيث ودّع الأهالي جثمان ابن قريتهم بشير إسماعيل خليفة، الذي عانى من ألمٍ شديد في قلبه لأكثر من عام، حتى أسلم الروح في صمت، ملتحقًا بابنته طالبة الإعدادية التي غادرت الحياة فجأة، تاركةً خلفها ذكريات مؤلمة في قلوب الجميع، بعدما انتزعها الموت من أحضانه.
بدأت قصة بشير قبل سنوات، عندما انتقل مع أسرته الصغيرة من قريته إلى منطقة جسر السويس بالقاهرة، كان أبًا لأربع بنات ولم يرزقه الله بولد، لكنه تقبل قضاء الله، وسعى جاهدًا لتأمين لقمة العيش، فعمل في جراج سيارات، ثم قرر شراء “توك توك” ليعمل عليه في أوقات فراغه، آملاً في تحسين دخله.
وفي أحد الأيام، بينما كان يتوجه كعادته إلى مدرسة ابنته “ملك”، الطالبة في الصف الأول الإعدادي، ليأخذها إلى المنزل، صدمتها سيارة مسرعة أثناء عبورهما الطريق، وسقطت بين يديه جثة هامدة، ورغم محاولات الأطباء لإنقاذها، إلا أنها فارقت الحياة.
منذ ذلك اليوم، انكسر قلب الأب وعاش شهورًا طويلة ممزق الروح، يحاول مواصلة الحياة من أجل زوجته وبناته الثلاث، بعد أن سبقت إحداهن أختها إلى رحمة الله، كان يعمل وكأنه يحمل على كتفيه جبلًا من الحزن، يخفي دموعه خلف صمت ثقيل.
وفي صباح يوم عمل عادي، وأثناء أداء مهامه، سقط مغشيًا عليه فجأة أمام زملائه، فاضت روحه بهدوء، وكأن قلبه توقف عن النبض بعدما أفرغ آخر ما فيه من صبر.
وصفه المقربون بأنه لم يتحمل الفقد، وأن الحزن على ابنتيه أنهك جسده وقلبه، حتى غلبه الرحيل.
اقرأ كمان: مصر تلعب دورًا محوريًا في تشكيل أجندة إفريقيا 2063 وفقًا لبرلمانيين
شيّعه أهالي القرية إلى مثواه الأخير وسط بكاء مرير، وترددت قصته على ألسنة الجميع: “الأب الذي مات كمدًا بعدما خطف الموت ابنته من يده”.