اكتشف أسرار مغارة دير درنكة في جبل أسيوط.. رحلة مثيرة في قصة هروب المسيح والعذراء مع صور رائعة
أسيوط ـ محمود عجمي:

مقال مقترح: سعد الهلالي يكشف لأول مرة عن رأيه في توقعات توفيق عكاشة حول مستقبل وحروب المنطقة
في قلب جبل درنكة بمحافظة أسيوط، توجد مغارة تاريخية تحمل قصة ملهمة، حيث كانت ملاذًا آمنًا للسيدة العذراء مريم وطفلها السيد المسيح، تمتاز هذه المغارة بواجهة طولها 160 مترًا وعمقها 60 مترًا، ويعود تاريخها إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، لكن أهميتها الروحية زادت مع وصول العائلة المقدسة إليها خلال رحلتهم الشاقة هربًا من بطش الرومان والملك هيرودس في فلسطين.
تعتبر المغارة اليوم جزءًا أساسيًا من دير السيدة العذراء بدرنكة، وهي واحدة من أهم المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة، مما يجعلها وجهة مقدسة لآلاف الزائرين والأقباط الذين يحرصون على التعبد داخلها.
خشوع ودعاء في رحاب الدير.
داخل أروقة الدير، حيث تسكن السكينة وتعلو أصوات التراتيل، يجلس الزوار في صمت أمام أيقونات السيدة العذراء وهي تحتضن طفلها السيد المسيح، يطلبون شفاعتها وشفاعة ابنها، تتنوع دعواتهم بين طلب الشفاء من الأمراض، وتيسير الزواج، وحل المشكلات العائلية، ثم يشعلون شمعة بأيديهم، في طقس تعبدي يتكرر يوميًا بين جدران هذا المكان، مما يعكس عمق العلاقة الروحية بين الزائرين والمكان.
احتفالات دينية سنوية.
خلال شهر أغسطس من كل عام، يتحول دير درنكة إلى مركز احتفالات دينية بمناسبة صوم السيدة العذراء، يترأس الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط ورئيس الدير، وسكرتير المجمع المقدس، دورة يومية مع الشمامسة، يحملون خلالها أيقونات العذراء والسيد المسيح.
تتضمن الاحتفالات قداسات يومية ونهضات روحية مسائية يشارك فيها عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما يقود الأنبا يوأنس تسبحة نصف الليل مع الأقباط، حيث يُرتلون مدائح وتراتيل العذراء، احتفالًا بصومها السنوي.
وفي تصريح خاص لـ”نبأ العرب”، أكد الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط ورئيس دير السيدة العذراء بدرنكة، وسكرتير المجمع المقدس، أن الاحتفالات بصيام العذراء تشهد حضور مئات الآلاف من الزائرين سنويًا، من داخل مصر وخارجها، مشيرًا إلى أن كنيسة المغارة كانت تُستخدم منذ العصور الفرعونية كمأوى من فيضان النيل.
وأضاف سكرتير المجمع المقدس، يُعد دير درنكة من أبرز المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة داخل مصر، حيث يُعتقد أنه كان آخر موضع أقامت فيه العائلة قبل العودة إلى فلسطين، بعد أن لجأت إليه هربًا من بطش الملك هيرودس، وفقًا لما ورد في إنجيل متى.
وأوضح الأنبا يوأنس، يتميز موقع الدير بسهولة الوصول إليه، إذ يقع على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة أسيوط، ويرتفع حوالي 120 مترًا عن سطح الأرض الزراعية، ويمكن الوصول إليه بالسيارة خلال 15 إلى 30 دقيقة، كما يربطه الطريق الدائري بأسيوط، مما يسهل حركة الزائرين من مختلف الاتجاهات.
ويضم الدير عددًا من الكنائس، أبرزها كنيسة المغارة التي يعود تاريخها إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، وتبلغ واجهتها حوالي 160 مترًا وعمقها 60 مترًا، كما يحتوي على منشآت متعددة تصل إلى خمسة طوابق، تشمل قاعات للخدمات الدينية والاجتماعية، وأنشطة فنية، بالإضافة إلى حجرات للضيافة والإقامة.
مقال له علاقة: المستشارة أمل عمار تمثل مصر بكلمة مؤثرة في القمة العالمية للمرأة بألمانيا