أعلنت شركة “نيو ميد إنرجي”، الشريك الرئيسي في حقل “ليفياثان” البحري الإسرائيلي للغاز الطبيعي، عن توقيع تعديل جديد على اتفاقية تصدير الغاز إلى مصر، مما سيساهم في زيادة كميات التوريد بشكل كبير، حيث من المتوقع أن تصل قيمة الصفقة الإجمالية إلى 35 مليار دولار، وفقًا لما أفصحت عنه الشركة لبورصة تل أبيب وهيئة الأوراق المالية الإسرائيلية.

شوف كمان: إيران تستعد لعقد محادثات نووية مع القوى الأوروبية يوم الجمعة المقبل
تعتبر هذه الصفقة، التي وقعت في 7 أغسطس 2025، الأكبر في تاريخ تصدير الغاز الإسرائيلي، وتأتي في إطار تعديل الاتفاق السابق الذي تم توقيعه في سبتمبر 2019 مع شركة Blue Ocean Energy، التي تدير أنشطة نقل الغاز إلى مصر.
تفاصيل التعديل الجديد
يشمل التعديل على اتفاقية التصدير زيادة الكمية التعاقدية الإجمالية بحوالي 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، موزعة على مرحلتين، حيث تبلغ الزيادة الأولى نحو 20 مليار متر مكعب، وتدخل حيز التنفيذ فور الانتهاء من بناء البنية التحتية اللازمة.
أما الزيادة الثانية، فتصل إلى نحو 110 مليار متر مكعب، لكنها مشروطة بعدة عوامل تتعلق بتوسعة البنية التحتية الإسرائيلية لنقل الغاز.
وبموجب التعديل الجديد، سترتفع الكمية اليومية الموردة في المرحلة الأولى من 450 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا إلى 650 مليون قدم مكعب يوميًا، أي من نحو 4.7 إلى 6.7 مليار متر مكعب سنويًا.
وفي حال استيفاء شروط الزيادة الثانية، سترتفع الكميات اليومية إلى ما بين 1,150 و1,250 مليون قدم مكعب يوميًا، أي ما يعادل نحو 12.9 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما يتوقع أن يتم بحلول عام 2029 وفقًا لتقديرات الشركة.
تمديد فترات التوريد
ينص التعديل الجديد على تمديد فترة التوريد بموجب الزيادة الأولى لمدة عشر سنوات إضافية من تاريخ تشغيل البنية التحتية، أو حتى اكتمال استهلاك الكميات المتعاقد عليها، أيهما أقرب.
أما في حال تنفيذ الزيادة الثانية، فتمتد فترة التوريد حتى نهاية عام 2040 أو لحين استهلاك الكمية الكاملة المتعاقد عليها، وفي حال تبقت كميات لم تُستهلك بحلول نهاية العقد، سيتم تمديده تلقائيًا لمدة أقصاها عامان إضافيان.
ويتم توزيع هيكل ملكية حقل “ليفياثان”، بين نيو ميد إنرجي بنسبة 45.34%، وشيفرون ميديتيرانيان بنسبة 39.66%، وRatio Energies بنسبة 15%.
متحدث البترول: الاتفاقية امتداد لاتفاق 2019 وهدفها تأمين مصادر الطاقة
أوضح معتز عاطف، المتحدث باسم وزارة البترول والثروة المعدنية، أن ما أثير حول أن الاتفاقية الموقعة مع الجانب الإسرائيلي جديدة غير دقيق، حيث أنها في الأساس تعديل وتمديد لاتفاقية قائمة منذ عام 2019.
وأضاف معتز “عاطف”، في مداخلة هاتفية مع برنامج “حقائق وأسرار” على قناة “صدى البلد”، أن ذلك يأتي في إطار استراتيجية الوزارة لتنويع مصادر الطاقة، حيث تم توقيع اتفاقيات لاستيراد الغاز من قبرص عبر حقلي “كورونوس” و”أفروديت”، بالإضافة إلى استيراده عبر خطوط غاز شرق المتوسط، بما يضمن عدم الاعتماد على مصدر واحد.
مقال له علاقة: رئيس وزراء كندا يؤكد أن واشنطن فقدت هيمنتها على الساحة الدولية
وأكد أن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز تداول الغاز داخل السوق المصرية وتحقيق هدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، إلى جانب استخدامه في الاستهلاك المحلي وإعادة تصديره.
وفيما يتعلق بمدة الاتفاقية الجديدة الممتدة حتى عام 2040 وقيمتها المعلنة البالغة 35 مليار دولار، أوضح عاطف أن هذا الرقم ليس نهائيًا، مضيفًا: “العمل بعقود طويلة الأجل يحقق لنا تأمينًا استراتيجيًا لمصادر الطاقة، بحيث إذا احتجنا الغاز يكون متوفرًا، وإذا لم نحتاجه لا تكون هناك مشكلة، لكن الأهم هو ضمان وجوده كمصدر بديل للتأمين”
بدأ حقل ليفياثان في توريد الغاز إلى مصر بعد وقت قصير من بدء الإنتاج في عام 2020، وكان قد وقّع اتفاقًا مبدئيًا في عام 2019 لتوريد 60 مليار متر مكعب، ومن المتوقع الانتهاء من تلبية هذه الكمية بحلول أوائل الثلاثينيات.
وقالت شركة NewMed إن الحقل قد صدّر بالفعل 23.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر منذ عام 2020.