في قرية الحجيرات، التي تقع في أقاصي الصعيد، كان “علي” و”حسن” يحلمان بأحلام كبيرة تتلألأ كذهب مشرق، كان علي، البالغ من العمر أربعة وعشرين عامًا، يطمح إلى تغيير حياة عائلته الفقيرة، بينما كان حسن، الذي يكبره بأربع سنوات، يسعى لإنهاء معاناته الطويلة، تحدثا كثيرًا عن الثروة التي تنتظرهما في جبال الفواخير، تلك الجبال الشاهقة التي تفصل بين قنا والبحر الأحمر، حيث يُشاع أن الذهب يلمع في صخورها.

اقرأ كمان: إجراء الفحوصات الطبية لـ 117 ألف مواطن للحصول على كارت الخدمات المتكاملة لتعزيز الصحة العامة
رغم تحذيرات كبار القرية من المخاطر التي قد تواجههما، ومن قسوة وغدر الجبال، لم يستمع الشابان إلى تلك التحذيرات، وفي ليلة حالكة، ودعا أهاليهما خلسة، حاملين معهما آمالًا وطعامًا قليلًا، كانت رحلتهما محفوفة بالمخاطر، لكنهما كانا واثقين أن الكنز الذي يبحثان عنه سيجعل كل الصعوبات تتلاشى.
مرت الأيام، وانقطعت الأخبار، ما أدى إلى انزعاج الأمهات والآباء، بحثوا عنهما في كل مكان، لكن دون جدوى، تحول الأمل إلى خوف، والخوف إلى يأس.
بعد شهر من الغياب، تلقت الأجهزة الأمنية في قنا بلاغًا بوجود جثتين في منطقة نائية بالجبال، هرع الجميع إلى المكان، وهناك كانت الصدمة، وسط الصخور القاسية وفي عزلة تامة، وُجد علي وحسن، كانت جثتيهما في حالة تعفن متقدم، وتم إيداعهما المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي كلفت وحدة المباحث بكشف ملابسات الواقعة، وندبت الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.
ممكن يعجبك: القومي للمرأة يودع الفنانة النسّاجة فاطمة عوض رمز الإبداع النسائي
اقرأ أيضا: