بعد أسبوع من القفزات الكبيرة، لماذا تراجعت البورصة عن مستوياتها القياسية اليوم؟

يرى خبراء سوق المال الذين تحدثوا لـ “نبأ العرب” أن الانخفاض الذي شهدته البورصة في ختام جلسة اليوم بعد سبع جلسات متواصلة من تسجيل مستويات قياسية، يعود إلى بدء موجة تصحيح طبيعية عقب الارتفاعات الأخيرة، حيث أوضحوا أن الصعود الأخير كان مدعومًا بشكل أساسي من مشتريات المؤسسات المحلية.

بعد أسبوع من القفزات الكبيرة، لماذا تراجعت البورصة عن مستوياتها القياسية اليوم؟
بعد أسبوع من القفزات الكبيرة، لماذا تراجعت البورصة عن مستوياتها القياسية اليوم؟

وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX 30 بنسبة 0.56% عند مستوى 35908 نقطة، في ختام جلسة اليوم الاثنين، ليعود للانخفاض بعد أن وصل لأعلى مستوى له لأول مرة منذ أسبوع.

ويذكر أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية استطاع خلال أسبوع تحطيم أرقام قياسية، حيث تجاوز قمته التاريخية المحققة في مارس 2024 عند مستوى 34500 نقطة، وصولًا إلى 36218 نقطة، وهي أعلى قيمة محققة حتى الآن.

أرجع ياسر عمارة، رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية، أن جلسة اليوم بالبورصة المصرية شهدت أول إغلاق سلبي للمؤشر الرئيسي EGX30 بعد سبع جلسات متتالية من الصعود، إلى بداية موجة تصحيح طبيعية عقب الارتفاعات الأخيرة.

وأوضح أن التوقعات كانت تشير إلى إمكانية استمرار الصعود إذا تمكن المؤشر من الإغلاق فوق مستوى 36 ألف نقطة، إلا أن الإغلاق جاء دونه، مما قد يعكس حالة تشبع من الأخبار الاقتصادية الإيجابية المتعلقة بالاحتياطي النقدي ومعدل التضخم.

وأشار ياسر إلى أن حجم التداولات خلال الجلسة كان عند مستويات متوسطة، مما يعني أن الهبوط لم يكن نتيجة ضعف السيولة، بل جاء لأسباب فنية وأخرى مرتبطة بحجز سيولة كبيرة في عدد من الشركات التي أعلنت مؤخرًا عن زيادات في رؤوس أموالها النقدية، تقدر بحوالي أربع شركات، والتي لم يتم إتاحة أسهمها للتداول بعد، وهو ما يؤثر على السيولة المتاحة بالسوق.

وأضاف، على سبيل المثال، زيادة رأس المال التي قامت بها شركة “بريميم هيلثكير جروب” التي لم يتم إتاحة أسهم الزيادة إلى الآن، معربًا عن أن الإجراءات الروتينية لاكتتابات زيادة رأس المال للشركات، والتي تشمل موافقات الهيئة العامة للرقابة المالية والنماذج التنظيمية، عادة ما تأخذ ثلاثة أسابيع، مما انعكس على حركة السوق.

وأكد عمارة أن مستوى المؤشر الحالي محفوف بالمخاطر، مشيرًا إلى أن الارتفاعات الأخيرة جاءت دفعة واحدة بدلًا من أن تكون تدريجية، مما يضعف احتمالات استمرار الاتجاه الصاعد في المدى القريب.

وتوقع أن يشهد السوق فترة استراحة أو تصحيح قد تختلف في مداها، لكنه استبعد أن تكون هناك أخبار سلبية جوهرية وراء هذا التراجع، خاصة في ظل استمرار المعطيات الاقتصادية الإيجابية.

ويرى إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم للاستثمارات المالية، أن تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 في جلسة اليوم يعد أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا، خاصة بعد سلسلة من الارتفاعات استمرت سبع جلسات متتالية وبنسب صعود كبيرة.

وأوضح أن المؤشر اقترب خلال الصعود الأخير من مستويات 36400 نقطة، حيث سجل 36218 نقطة، وهي مستويات كان من المحتمل أن تبدأ منها الضغوط البيعية في الظهور مرة أخرى، مشيرًا إلى أن الهبوط الطفيف بنسبة 0.5% في جلسة اليوم يعد تصحيحًا صحيًا في ظل المكاسب السابقة.

وأضاف أن الصعود الأخير كان مدعومًا بشكل أساسي من مشتريات المؤسسات المحلية، التي باتت تستحوذ على أكثر من 90% من التداولات في السوق، في حين أصبحت نسبة مشاركة المستثمرين الأجانب والعرب محدودة مقارنة بما قبل عام 2011.

وأكد النمر على أن المؤسسات المصرية تلعب دورًا حاسمًا في اتجاهات السوق، حيث تدعم الصعود في أغلب الأوقات، بينما قد تكون سببًا في الضغوط البيعية في فترات الهبوط.

وتوقع أن يشهد السوق خلال الفترة المقبلة حركة تصحيحية قد تدفع المؤشر للهبوط نحو مستوى 34700 نقطة، والذي يمثل منطقة دعم قوية، يمكن من خلالها محاولة تجاوز مستويات المقاومة مجددًا.